صحافة دولية

فيلت: هل يعدّ سقوط الرقة نهاية تنظيم الدولة؟

 تحرير مدينة الرقة في شمال سوريا كان بمثابة ضربة قاضية للتنظيم- أرشيفة
تحرير مدينة الرقة في شمال سوريا كان بمثابة ضربة قاضية للتنظيم- أرشيفة
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن تحرير مدينة الرقة، بعد حرب شرسة انطلقت منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي لتفقد التنظيم عاصمته وأهم معاقله في سوريا. وساهمت القوات الكردية بشكل كبير في هذا الانتصار، بدعم من التحالف الديمقراطي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تحرير مدينة الرقة في شمال سوريا، كان بمثابة ضربة قاضية للتنظيم، خاصة أن هذه المدينة تعدّ آخر أكبر المعاقل العسكرية التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. ومن جانبه، قال زعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، في تسجيل صوتي منذ أسابيع، إنه ذاهب للاحتماء في مدينة "الميادين"، بجانب نهر الفرات.
 
وبينت الصحيفة أن تنظيم الدولة لن يبقى هناك لفترة طويلة؛ فالجيش النظامي السوري بصدد الإعلان عن التوجه لتحرير الميادين، التي تعدّ أكبر المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في الطريق إلى نهر الفرات. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها ستقوم بتحرير كل المدن على امتداد النهر؛ من أجل الوصول إلى آخر مخابئ تنظيم الدولة في سوريا.
 
ونقلت الصحيفة تصريحا أدلت به إحدى قائدات قوات التحالف الديمقراطي، هافالا كلارا، التي أفادت بأن "تنظيم الدولة توقع أن يكون الهجوم بعد أسبوعين من الآن. ويكمن سر نجاح هذا الهجوم الخاطف في الصفقة التي عقدناها مع أفراد من التنظيم كانوا يستخدمون مئات المدنيين كدروع بشرية". وفي هذا الصدد، استطاع التحالف العسكري المكون من الأكراد والعرب والتركمان والمسيحيين شن ثلاثة آلاف غارة جوية. كما شاركت القوات الخاصة الفرنسية بالمدفعية والقناصة، بينما اضطر حوالي 270 ألف نسمة إلى النزوح من الرقة والمناطق المحيطة.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة كانت عبارة عن السماح لحوالي مئتي إرهابي بالخروج من المدينة صحبة أسرهم، مقابل إطلاق سراح الرهائن. ووفقا لأقوال نشطاء التواصل الاجتماعي، استقل هؤلاء وعائلاتهم 30 حافلة، بالإضافة إلى عشر شاحنات، متجهين جنوبا إلى مدينة "الميادين"، إحدى معاقل تنظيم الدولة على نهر الفرات، القريبة من الحدود العراقية. أما ما تبقى من عناصر تنظيم الدولة في مدينة الرقة، فقاتلوا حتى الموت. ووفقا لوكالات أنباء غربية، كان من بين الذين قتلوا أشخاص على علاقة وطيدة بالعمليات الإرهابية الأخيرة في أوروبا.
 
وذكرت الصحيفة أن أكثر من 3250 شخص لقوا حتفهم جراء المعركة، ثلثهم من المدنيين، وذلك وفقا لنشطاء في مجال حقوق الإنسان. وفي هذا السياق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 1130 مدني قتلوا جراء الهجوم الخاطف، ناهيك عن وجود العديد من المفقودين. ويتحمل التحالف الديمقراطي، بقيادة الولايات المتحدة، مسؤولية الضحايا المدنيين، نتيجة الهجمات الجوية.
 
وأوردت الصحيفة أن مدينة الرقة كان لها رمزية كبيرة عند تنظيم الدولة، وقد أطلق عليها البغدادي "عاصمة الخلافة" في حزيران/ يونيو سنة 2014. فهي تعدّ مقر حكم التنظيم، فضلا عن مركز إدارة جميع العمليات في سوريا والعراق، بالإضافة إلى الترتيب لهجمات في أوروبا.
 
وأضافت الصحيفة أن المدينة كانت مركزا للتسلية بالنسبة لقادة التنظيم. فكان أعضاء التنظيم يخطفون النساء الإيزيديات ويرسلونهن إلى الرقة؛ ليتم اغتصابهن. إلى جانب ذلك، يشعر الإسلاميون داخل المدينة بالأمان، نتيجة للتأمين العالي لمداخل المدينة. وقد وصف تاجر سيارات تركي الوضع، حين كان هناك للقيام ببعض الأعمال التجارية، قائلا "إن الرؤوس معلقة فوق العصي أو ملقاة في الشارع". وأضاف التاجر التركي أن العديد من الناس كانوا يأتون إلى المدينة من أجل التداوي أو الحصول على بعض المنتجات، التي لا يمكن الحصول عليها في مكان آخر.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة انتهى بلا رجعة في الرقة، وأن المجلس المدني للمدينة سيتولى إدارتها، من أجل إعادة المرافق الأساسية للمدينة، مثل الماء والكهرباء. وعلى غرار باقي المدن التي تم تحريرها من قبضة تنظيم الدولة، يتم انتخاب مجلس المدينة؛ لتمثيل كافة أطياف السكان.
 
ونوهت الصحيفة بأن نهاية تنظيم الدولة اقتربت، خاصة بعد فرار جميع أعضائه إلى معقلهم الأخير على نهر الفرات في سوريا، وهي منطقة ممتدة على طول 100 كيلومتر، وعرضها خمسة كيلومترات. ويتمركز في هذه المنطقة، الممتدة حتى مدينة البوكمال على الحدود العراقية، باقي أفراد التنظيم المعروفين في أوروبا.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن تنظيم الدولة سيحاول بلا شك تنفيذ العديد من العمليات المفجعة قبل سقوطه، لكنه لن يستطيع الترتيب لهجمات إرهابية في أوروبا من موقعه الحالي. وما لا شك فيه، أنه حتى الآن لا يزال هناك بعض المتعاطفين مع التنظيم، الذين يقومون بتفجير أنفسهم؛ ردا على الهزائم المتتالية للتنظيم، وبالأخص بعد سقوط "عاصمة الخلافة".
 
التعليقات (1)
ناصر
الخميس، 19-10-2017 11:08 ص
كلام فارغ وفاضي في موقع ساقط مع الساقطين ربما خسرت الدولة الاسلامية مساحات من اراضيه ولكن في المقابل هناك مكاسب كثيره من ضمنها ازدياد عدد المتعاطفين والمناصرين والاحداث القادمة ستكون القاضية بإذن الله لأغلب الأنظمة العميلة ودائرة الصراع ستتمدد وعندها سنرى من سيكون سيثبت وينتصر

خبر عاجل