ملفات وتقارير

هل تعود الأيام الخوالي بين الرياض والمخلوع صالح؟

ما زال صالح ممسكا بكثير من القضايا في اليمن- أ ف ب
ما زال صالح ممسكا بكثير من القضايا في اليمن- أ ف ب
أثار إعلان وسائل إعلام سعودية عن سماح المملكة التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن، بوصول وفد طبي روسي إلى صنعاء؛ لإنقاذ الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بعد تدهور حالته الصحية، جدلا واسعا حول هذا التحول في الموقف السعودي، الذي أعلن الرجل الحليف الأبرز للحوثيين المدعومين من إيران "هدفا عسكريا" لعملياته.

لكن صالح أنكر تدخل التحالف لإنقاذه، الثلاثاء، عبر فضائية "اليمن اليوم" المملوكة له، مشيرا إلى أن الوفد الطبي الروسي وصل إلى صنعاء بتنسيق من الأمم المتحدة، واتهم التحالف بعرقلة وصول الوفد. 

وبين إعلان التحالف وإنكار صالح، يبرز الحديث عن حقيقة علاقة الرياض بالمخلوع صالح، وهل ستعود الأيام الخوالي بينهما؟ وسط من يشدد على أن المملكة لا تتعامل معه كعدو. 

الأيام الخوالي عائدة

وتعليقا على ذلك، قال الخبير اليمني في الشأن الخليجي، عدنان هاشم، إن الرياض بدأت بالرجوع إلى "المخلوع صالح" عن طريق موسكو، بينما تشير المعلومات إلى دور "أبوظبي" في الدفع بالروس لتبني ترميم العلاقة بينهما.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن السعودية لم يعد لديها أمل في الخروج من الحرب باليمن، إلا بمبادرة روسية، وهذا الأمر سيدفع ثمنه اليمنيون.

وأكد هاشم أنه بات واضحا أن الأيام الخوالي عائدة بين الرياض وصالح، وإن كانت ليست بوتيرة تلك الأيام السابقة. مشيرا إلى أن الأمر أيضا قد يكون له علاقة بنجله أحمد، الموجود في العاصمة الإماراتية، وإعادته للبلاد.

وبحسب الخبير في الشأن الخليجي، فإن المملكة الآن تتراجع عن كل شيء، حتى في مسألة مواجهة إيران في اليمن، موضحا أن الأوضاع الداخلية للمملكة هي ما تسير الأمور، والأولوية ستكون لها، وليس لليمنيين، ومن ستربحان في النهاية هما "أبوظبي" و"طهران".

وذكر الخبير اليمني أن حكومة "أبوظبي" تكثف نشاطها في جنوب اليمن، عبر حملات "الاعتقالات"، بالإضافة إلى محاولة بسط نفوذها، والسبب أنها باتت على قناعة أن نهاية التحالف قريبة في البلاد، وتريد أن تضمن تحقيق كل ما تريده في الجنوب اليمني قبل إعلان إنهاء العمليات العسكرية.

صالح ليس عدو

من جهته، يرى الكاتب والناشط السياسي بحزب المؤتمر الشعبي، سام الغباري، أن السعودية لا تتعامل مع صالح كـ"عدو"، وهذا ما يجب أن يفهمه جيدا.

وتابع حديث الخاص لـ"عربي21" بأن تاريخ علاقته مع المملكة يؤكد ذلك، ومنها محطات فاصلة، مثل حرب الخليج مثلا، عادت العلاقات بين اليمن والسعودية لأفضل حالاتها، وتم المساهمة في تحقيق اتفاقية الحدود بين البلدين الشقيقين بروح أخوية وعروبية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأوضح الغباري أن التعامل الروسي أيضا بإرسال وفد طبي لإجراء عملية -لم يكشف عن طبيعتها- يأتي في سياق الاحترام لشخص "رئيس سابق"، وهذا ما لم يفهمه صالح جيدا. وفق تعبيره.

وقال الناشط السياسي المنشق عن جناح صالح بحزب المؤتمر، إن أولئك الذين خرجوا عليه من حزبه، لا يكنون عدائية مطلقة للرجل، لكنهم "حاولوا إثناءه عن التحالف مع الحوثيين"، غير أنه يُصر بقوة على ذلك.

ووفقا للمتحدث ذاته، فإن صالح يعتبر الحوثيين حلفاء موثوقين، بينما كان عليه التأكد أن الحلفاء الصادقين هم الذين يرون فيه رمزا للتداول السلمي للسلطة، ومع الأسف، لم يدرك صالح ذلك جيدا.

وذكر الكاتب اليمني أن الرؤساء والملوك الذين تعاملوا مع صالح يستغربون كيف أتته الجرأة وهو يظهر على التلفاز "لتأييد عصابة متمردين وسلاليين مجرمين".

وأضاف الغباري أن ذلك ما فعله صالح، ورغم كل شيء، إلا أن الأمل بعودته إلى الواقع هو أساس هذا التعامل، وكل الأحقاد والضغائن التي مورست ضده ما كان عليه أن يتصرف في إطارها ويكون صورة مشابهة لما فعلوه في حقه.

وشدد على أن ما فعله اليوم أكبر من كل شيء، ولا أستطيع التكهن أن أحدا سيستطيع مسامحته على ذلك.

وكان صالح أعلن عن إجراء له عملية في عينه اليسرى من قبل فريق طبي روسي بالتعاون مع أطباء يمنيين، إضافة إلى فحوصات طبية للأذن والحنجرة والقلب، وهذه لفتة كريمة من القيادة الروسية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلت قناة العربية عن مصدر يمني أن التحالف بقيادة السعودية تدخل لـ"إنقاذ حياة الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، بعد تدهور صحته فجأة".

وكشف مصدر القناة أنّ "التحالف سمح بنقل فريق طبي روسي خاص إلى مطار صنعاء؛ للإشراف على حالته".

وأضافت القناة أن السعودية أنقذت حياة الرئيس المخلوع، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال بتفجير جامع دار الرئاسة قبل ستة أعوام.

التعليقات (0)