ملفات وتقارير

سخرية من قيادي يساري تونسي بسبب الحرقوص والسواك (شاهد)

الناطق باسم "الجبهة الشعبية" والأمين العام لحزب "العمّال" التونسي حمّة الهمّامي- الأناضول- أرشيفية
الناطق باسم "الجبهة الشعبية" والأمين العام لحزب "العمّال" التونسي حمّة الهمّامي- الأناضول- أرشيفية
لم تفوّت حكومة "الوحدة الوطنية" في تونس الفرصة للردّ بسخرية على القيادي اليساري حمّة الهمّامي، الذي دعا التونسيات إلى التخلّي عن مستحضرات التجميل المستوردة والعودة إلى مواد الزينة التقليدية كالسواك والحرقوص لحلّ أزمة الدينار وعجز الميزان التجاري.

وكان الناطق باسم "الجبهة الشعبية" والأمين العام لحزب "العمّال" حمّة الهمّامي قال في تصريح لقناة "الحوار التونسي" الخاصة، مساء الثلاثاء، إنّ عجز الميزان التجاري لتونس سيصل هذا العام إلى 20 مليار دينار.




وتابع أنّ 450 مليون دينار تونسي (حوالي 180 مليون دولار) تذهب لاستيراد مواد تجميل، داعيا، التونسيات إلى استعمال "السواك" و"الحرقوص" والطرق التقليدية للتجميل بدلا عن استعمال مستحضرات التجميل المستوردة.

خطأ اتصالي

واتهم الهمّامي حكومة يوسف الشاهد بـ"فتح باب التوريد العشوائي والمنظم، وكان الأولى أن تحمي الإنتاج التونسي والدينار والميزان التجاري، وتخصيص هذه المبالغ المرتفعة لمستحضرات التجميل المستوردة في بعث مشاريع للشباب والمعطّلين عن العمل"، وفق تعبيره.

وردّ الناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني، الجمعة، على زعيم "الجبهة الشعبية"، بأنّه لا يتصور أن لرئيس الحكومة مشكلا مع السواك والحرقوص.



وتابع الدهماني في حوار له مع إذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة، أنّه لا يعتقد، مثل سائر التونسيين، أن يتمّ حلّ أزمة الدينار وعجز الميزان التجاري بالسواك والحرقوص".

وقال: "في رأيي هو خطأ اتصالي للسيد حمّة الهمامي لأنّي لا أعتقد أن هياكل الجبهة الشعبية اجتمعت وناقشت وقرّرت أن حل أزمة الدينار هو العودة إلى السواك والحرقوص".

وفي سياق متّصل سخر رئيس الحكومة يوسف الشاهد من تصريحات الناطق باسم "الجبهة الشعبية" والأمين العام لحزب "العمّال" حمّة الهمّامي.

"كما قال الآخر"

وقال الشاهد في مقابلة تلفزيونية على قناة "الحوار التونسي"، مساء الخميس، إن إصلاح الخلل بالميزان التجاري، يتمّ من خلال مراجعة السياسة النقدية لتونس ودعم الشركات المصدرة "وليس بالعودة إلى السواك والحرقوص كما قال الآخر"، في إشارة إلى تصريحات الهمّامي.

وتابع أنّ حكومته صادقت على عديد القرارات التي تضمنها مشروع قانون المالية لسنة 2018 منها إعفاء كل تونسي يستثمر في أي منطقة من البلاد، ويخلق مواطن شغل خلال العامين القادمين، من دفع الضرائب مدّة ثلاث سنوات.

وأضاف أنّه سيتم التركيز على مساعدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة باعتبارها تساهم في تكوين نسيج الاقتصاد التونسي، حتى لا نستورد السلع ونصلح الميزان التجاري.



"الفاسق"

وخلص إلى أنّ حل أزمة الدينار وعجز الميزان التجاري، "يكمن بالترفيع في الضرائب الجمركية والانطلاق في إجراءات تحمي الاقتصاد المحلّي من التوريد العشوائي، وهو ما جاء بقانون المالية 2018، وفق تعبيره.

وكان الرئيس الباجي قايد السبسي وصف في مقابلة تلفزيونية على القناة الوطنية الأولى في 18 أيلول/سبتمبر الماضي، حمّة الهمّامي بـ"الفاسق"، وذلك ردّا على تصريح الأخير بأن السبسي "يرغب في تغيير نظام الحكم في تونس ليجعله ملكيا".

واعتبر السبسي آنذاك أنّ الهمّامي "لا يمكن أن يكون مرجعا للعقلاء"، مستشهدا بالآية القرآنية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
التعليقات (0)