سياسة عربية

مطالب بمحاكمة صحفيين مصريين لظهورهما على قناة "مكملين"

برنامج كلام كبير يقدمه الإعلامي محمد ناصر- أرشيفية
برنامج كلام كبير يقدمه الإعلامي محمد ناصر- أرشيفية
واصل الإعلام المصري المؤيد لسلطة الانقلاب هجومه على الصحفيين سليمان جودة، وسليمان الحكيم، على خلفية مشاركتهما في إحدى حلقات برنامج "كلام كبير"، الذي يقدمه الإعلامي محمد ناصر، والذي يتم عرضه على فضائيتي "مكملين" المصرية، و"الحوار" اللندنية، مطالبين بتقديمهما للمحاكمة العاجلة.

وشن رئيس مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، بلال الدوي، هجوما حادا على الإعلام المعارض ومن يتابعه، قائلا إن "هؤلاء مجرد جهلة وإرهابيين، لا يجوز النقاش معهم بأي حال من الأحوال، واللي راحوا مكملين والشرق والحوار قبضوا قولا واحدا".

وذكر خلال استضافته، الثلاثاء، بقناة "القاهرة والناس" المؤيدة للنظام: "هذه القنوات هي قنوات هدم الدولة المصرية، وكان لازم نقول لمن يعملون بتلك القنوات أسكت يا إرهابي يا عبيط يا خاين"، مضيفا: "لا أحد يشاهد تلك القنوات سوى 10 إخوان خرفان"، على حد قوله.

وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق، فاروق المقراحي: "الإخواني لا يتغير، لأن لديه عقلا مغلقا ولا يسمع لأي أحد، وقناة الحوار إخوانية حتى النخاع، وجميع من يظهرون عليها من الإخوان، ولا يجب أن نعطيهم الشرعية".

وكان المحامي المعروف بعلاقته مع الجهات الأمنية، سمير صبري، قد تقدم هو الآخر، أمس الأول، ببلاغ عاجل إلى المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة عليا، خالد ضياء الدين، ضد الصحفيين سليمان الحكيم وسليمان جودة، زاعما "إهانتهم الجيش المصري ورئيس الدولة على قناة فضائية تابعة للجماعة الإرهابية".

والتمس "صبري" التحقيق في هذه الواقعة، وتقديم المبلغ ضدهما للمحاكمة العاجلة.

وفي مداخلة له على قناة "القاهرة والناس"، هاجم "صبري" بشراسة الإعلام المعارض ومن يظهر على شاشته، قائلا: "دول شوية خونة وإرهابيين هاربين من مصر يتآمرون على الدولة، ومن ظهروا على قنوات الإخوان تقاضوا بالفعل 50 ألف دولار، وبالتالي فليس غرضهم وطنيا بل هدفهم مادي وشخصي فقط، واللي يطلع على هذه القاذورات الخسيسة بيدوهم مشروعية".

بينما أكد الكاتب الصحفي سليمان جودة أن هدفه من الظهور على القنوات المعارضة هو مخاطبة الجمهور المؤيدة لجماعة الإخوان، لمحاولة إقناعه بوجهة النظر الأخرى، وأنه لو اقتنع شخص واحد من مشاهدي هذه القنوات بما يطرحه، فيعتبر هذا مكسبا، من وجهة نظره، مضيفا: "غياب وجهة النظر المصرية الصحيحة عنها يجعل مصر خاسرة في النهاية، وبالتالي لابد أن نكون حاضرين ونقول رأينا بقوة".

وردا على تقاضيه 50 ألف دولار، شدّد "جودة"- خلال استضافته بقناة "القاهرة والناس"- أن هذا كلام غير منطقي على الإطلاق، فالقناة كلها لا تساوي هذا المبلغ، مؤكدا أن الغرض المادي ليس هو الأساس.


وتقدم عضو البرلمان المصري، مصطفى بكري، أمس الثلاثاء، بطلب إحاطة عاجل بمجلس النواب ضد سليمان جودة وسليمان الحكيم، مطالبا بسرعة التحقيق في هذا الأمر، حرصا على ما وصفه بالأمن الوطني المصري، قائلا إن ما جرى هو "محاولة للتطبيع بين قنوات الإرهاب والمصريين"، حسب قوله.

وقال "بكري" في كلمته خلال الجلسة العامة للبرلمان: "يبدو أن الخيانة للوطن أصبحت وجهة نظر، والغريب أن الصحفيين دخلا وخرجا من مصر دون اتخاذ أية إجراءات ضدهم، وهو أمر يطرح الكثير من التساؤلات"، لافتا إلى أن رئيس البرلمان، علي عبد العال، اعتبر ما تقدم به بمثابة بلاغ للنائب العام للتحقيق مع سليمان جودة وسليمان الحكيم.

وأدان تقرير لجنة الأداء النقابي قيام نقيب الصحفيين، عبد المحسن سلامة، بإحالة الصحفيين سليمان الحكيم وسليمان جودة للتحقيق، قائلا إن "النقيب يكيل بمكيالين، حيث لم يحقق في وقائع سفر أعضاء نقابة إلى العدو الصهيوني، وآخرهم محرر بجريدة الدستور نشر بأنه سافر إلى القدس المحتلة، وأنه وجريدته لا يعتبران هذا تطبيعا، وكأنه مر دون تفتيش مهين من جندي صهيوني".

وأبدى التقرير اندهاشه من إجراء هذا الأمر مع سليمان جودة، الذي وصفه بـ "متعهد مقالات تلميع الحكومة بحق وغير حق وعمال على بطال، بل وفي كل رموز النظام السابق من فاروق حسني لبطرس غالي ورشيد وغيرهم".

جدير بالذكر أن "كلام كبير"، الذي تنتجه شركة ريفلكشنز، هو برنامج حواري يجمع بين التوك شو والاعتيادي والحوار المفتوح مع الجمهور، وفي مسرح خاص أعد خصيصا للبرنامج، بحيث يحتل الجمهور الذي يتراوح عدده بين الأربعين والخمسين شخصا ركنا هاما فيه.

ويدير الإعلامي محمد ناصر حوارا بين أربعة من الضيوف، في قضايا جدلية وتأسيسية تهم الرأي العام العربي سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو فكرية، ساعيا بذلك، بحسب القائمين على البرنامج، "لا إلى صدام الأفكار وصناعة معارك وهمية ونقاشات بروباجاندية، بل محاولا إعادة صياغة الأسئلة المشكلة للوعي العربي، فالسؤال نفسه في برنامج كلام كبير يخضع للتقييم والتحرير قبل أن يبحر الضيوف والجمهور بحثا عن إجابة له".

ويقول فريق عمل البرنامج الذي أثارت بعض حلقاته جدلا، إنهم عكفوا شهورا عديدة في اختيار الموضوعات، والبحث حولها، بحثا يتتبع كل زاوية في المسألة، ويبحث عن أفضل من يقدم لها طرحا مدافعا أو ناقضا. أما تقنيا، فقد وفرت شركة ريفلكشنز أحدث تقنيات الإنتاج التلفزيوني من ديكور وإضاءة وتصوير ومونتاج وإخراج، لتضمن الإبهار البصري اللازم والمكمل لإبهار الفكرة والمحتوى.
التعليقات (1)
لا منطق لهم
الأربعاء، 11-10-2017 05:07 م
بسمة هذه صاحبة برنامج قبل أن تحاسبوا لا مبدأ لها وهي إنقلابية،في الوقت التي كانت محجبة،كنت أقول أنها منافقة،أما حوارها بخصوص موضوع المقال،أحد الأعضاء لواء،يعني ماذا الجيش المصري يريد،هذا هو الإعلام العسكري الإنقلابي.