ملفات وتقارير

ماذا ينتظر التدخل التركي في إدلب السورية؟

عززت تركيا قواتها على الحدود ودعمت مواقعها في المنطقة العازلة - الأناضول
عززت تركيا قواتها على الحدود ودعمت مواقعها في المنطقة العازلة - الأناضول
مع تسارع وتيرة التحضريات التي تشير إلى اقتراب التدخل التركي في محافظة إدلب السورية، لا يخفي بعض السكان في المحافظة تأييده لإنهاء سيطرة هيئة تحرير الشام على المحافظة، رغم مخاوف البعض من تداعيات هذا التدخل.

وفي الأثناء، رأى الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، أن تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة تؤكد، وبوضوح، أن مهمة القوات البرية ستكون مهمة حفظ سلام فقط، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في الجولة السادسة من مفاوضات أستانة، بين الأطراف الضامنة الأخرى (روسيا وإيران أيضا).

وكانت "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على إدلب؛ قد أعلنت عن رفضها لمخرجات جولة مفاوضات "أستانة 6"، والتي من أهمها نشر قوات لمراقبة اتفاق خفض التصعيد داخل مدينة إدلب وعلى أطرافها، بعد أن تم الاتفاق على ضم المدينة ومحيطها لمناطق خفض التصعيد.

وحول كيفية التعامل التركي مع ذلك، أكد تركماني أن أي اعتداء على القوات التركية سيرد عليه بالمثل، مستدركا: "لكن هذا الأمر مستبعد، وتركيا تخطط لعدم حدوث تصادم مع تحرير الشام أو غيرها"، كما قال.

وفي الوقت الذي شدد فيه على قدرة القوات العسكرية التركية على التعامل مع التهديدات المحتملة، قال: "لا يريد الأتراك أن يصوّر تدخلهم على أنه تدخل بمهام احتلالية، والتصريحات التركية تولي شأنا كبيرا لهذا التفصيل البالغ الأهمية".

وأوضح أن "ما يهم تركيا عدم إراقة الدماء، بخلاف الأطراف الضامنة الأخرى التي لا تولي لهذا الشأن أهمية، ولذلك فإن تركيا تخطط لأن لا يكون تدخلها العسكري في إدلب قاسيا"، وفق تقديره.

وذهب تركماني إلى القول بأن هدف تركيا من هذه العملية أساسا "تجنيب المدينة لأعمال عسكرية كانت أطراف دولية تخطط لها"، مبينا أن انتشار القوات التركية سيكون على مقربة من خطوط التماس، بالإضافة إلى أعمال المراقبة داخل إدلب وعدم السماح بالاقتتال الداخلي فيما بين الفصائل، كتلك المهام التي تقوم بها هذه قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا في أرياف حلب.

وعن توقيت دخول القوات التركية إلى داخل مدينة إدلب، أوضح تركماني أنه "من المنتظر أن يخرج اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي يعقد الجمعة، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإجراءات ملموسة في هذا الجانب".

وكانت قوافل عسكرية عبرت الحدود السورية التركية، أمس الخميس، في ولاية هاتاي التركية المحادة لمدينة إدلب، وتمركزت في المنطقة العازلة داخل بوابة باب الهوى الحدودية (جيلوة غوزو).

في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية لـ"عربي21" في منطقة فصائل "درع الفرات"، بأن عددا من فصائل المعارضة بدأت بالتمهيد لنقل جزء من قواتها إلى إدلب، للمشاركة إلى جانب القوات التركية في عمل عسكري مرتقب.

ترحيب.. ومخاوف

ويقول أبو خالد، النازح من ريف اللاذقية إلى ريف إدلب، لـ"عربي21": "الجيش التركي جيش قوي ولا يستطيع طيران النظام التعدي عليه، وأنا أتمنى أن أحصل على الأمان من جديد، وبكل تأكيد سنقدم لهم كل ما يلزم من واجبات الضيافة فأقربائي في مخيمات تركية منذ أربع سنوات".

وكتبت نور الدين جلول، وهو أحد العاملين في سلك القضاء الشرعي، على "فيسبوك": "أنا أول الناس سأقدم لهم الشاي والقهوة".

وقال محمد الحمصي، وهو نازح من داريا في ريف دمشق إلى إدلب: "مللنا من قوانين تنظيم القاعدة وكأن الدين والحياة تتجلى فيما يفرضونه من قوانين على هذا الشعب الفقير".

وبينما دعا أحمد الحفاوي الله بألا تطول الفترة قبل تدخل الأتراك، أكد رأيه بالقول: "نعم للتدخل التركي، فمن يأكل العصى ليس كمن يعدها".

لكن كان لرئيس المؤتمر السوري العام المنعقد مؤخرا برعاية "هيئة تحرير الشام"، محمد الشيخ، رأي آخر، حيث قال: "يا حيف".

كما وصف محمود حاج رمضان التدخل المزمع بأنه "احتلال تركي، ولا يمكن تصنيف إدلب ومدينة جسر الشغور ببلد تنظيم القاعدة، لأن النظام وروسيا سيقومان بهدمها".

وفي نفس السياق، قام مقاتلون أجانب بالتمركز على التلال المقابلة لتركية، كما يسيرون دوريات نهارية وليلية في مناطق حارم وسلقين والدرية وخربة الجوز، على الحدود السورية التركية.

وأبرز المناطق التي يتمركز فيها المقاتلون الأجانب، الذين يُبدون مقاومة تجاه الأتراك، في محافظة إدلب؛ مدن إدلب وسلقين وحارم وكفرتخاريم ودركوش وجسر الشغور وأريحا وخان شيخون وسرمين، فيما هناك أماكن أخرى لا يتواجدون فيها، أبرزها معرة النعمان وبنش، ودارة عزة التابعة لريف حلب الغربي.

واعترف قيادي من الهيئة، فضل عدم ذكر اسمه، بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الهيئة في إدلب، واصفا إياها بـأنها "فاشلة أمنيا"، مؤكدا في نفس الوقت أن "الهيئة ظلمت الكثير من الناس، ولم تفلح في شيء سوى المعارك العسكرية"، وفق رأي القيادي الذي لم يستغرب ترحيب السوريين بالجيش التركي.

ويشكو سكان في المنطقة من ضيق الأوضاع المعيشية، بالإضافة الى الفلتان الأمني المنتشر في أرجاء المحافظة. كما بات السكان يريدون مخرجا لوقف الغارات الروسية الأخيرة التي استهدفت أماكن حيوية كالمشافي والمدارس. علاوة على ذلك، تشهد المنطقة سرقات كثيرا، بالإضافة الى ظاهرة الجثث مجهولة الهوية المنتشرة في غالبية مشافي إدلب، وعجز دور القضاء التابعة لهيئة تحرير الشام عن ضبط هذه الجرائم.
التعليقات (2)
الاسرائيليون والمريكانتحسين
الأحد، 24-09-2017 08:15 ص
من خلق تنظيم الدولة؟ أليس هم الصليبيون؟؟؟!!!. كل شيء يسير حسب المخططات الصليبية والقادم "" أعظم ""....... فمن ينتظر - الفرج - سيجد "" الفلج ""! فالنوم سيد الموقف وأمريكا تصفي أعداءها كلهم في سوريا بأقل خسارة وتكلفة!!!.
ناشط
الجمعة، 22-09-2017 10:12 م
بينما يلتهي 70 ?‏ من سكان سوريا بإدلب يحتل ا ب ك ك الملحد والكافر نصف سوريا ونصف سوريا يحتله الكفار النصيريون