ملفات وتقارير

هل تستطيع مصر توحيد الجيش الليبي؟ وماذا عن حفتر؟

اجتماع لعسكريين ليبيين في مصر
اجتماع لعسكريين ليبيين في مصر
شهدت العاصمة المصرية، القاهرة، عدة اجتماعات لعسكريين ليبيين من الغرب والشرق؛ بهدف بحث سبل توحيد الجيش الليبي، وإبعاده عن التجاذبات السياسية، وإنهاء حالة الانقسام الراهنة.

واتفق العسكريون خلال الاجتماع، الذي رعته اللجنة المصرية المعنية بملف ليبيا برئاسة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي، على تشكيل ما أسموه لجانا "فنية نوعية مشتركة"، لبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد، مطالبين المجتمع الدولي بدعم جهود هذا المسار، دون تدخل أو فرض منهج انتقائي، حسب بيان للمتحدث العسكري المصري.

ثوابت

وأكد بيان المتحدث العسكري أن المجتمعين اتفقوا على مجموعة من المبادئ والثوابت الوطنية، منها: وحدة ليبيا، وسيادتها، وأمنها، وسلامتها، والتأكيد على حرمة الدم الليبي، والالتزام بإقامة دولة مدنية مبنية على مبادئ التداول السلمي للسلطة، والتوافق، وقبول الآخر، والتأكيد على مهنية ووطنية المؤسسة العسكرية الليبية، وتعزيز قدراتها، وإبعادها عن مظاهر الصراعات الفكرية والعقائدية والجهوية والتجاذبات السياسية، حسب البيان.

وأثار الاجتماع ودلالة مكان انعقاده في القاهرة عدة تساؤلات، من بينها: هل سيقتنع أقطاب الصراع العسكري ومنهم حفتر بالبعد عن السياسة وتجاذباتها؟ وماذا يعني أن تكون ليبيا دولة مدنية؟ وهل هذا سيعني عدم ترشح "حفتر" للرئاسة؟ وماذا سيكون رد فعل القيادات في الغرب الليبي، خاصة مدينة مصراتة الرافضة لوجود حفتر على نتائج هذه الاجتماعات؟.

"حفتر" مرفوض عسكريا


من جهته، أكد الضابط في رئاسة الأركان الليبية في طرابلس، عادل عبد الكافي، أن "اجتماعات القاهرة ليست الأولى، وما خرج منها من نتائج وبيانات لا تعدو كونها مجرد بيانات نظرية؛ لعدم قوة الشخصيات المشاركة فيه، والعاجزة أصلا عن تقديم آلية لتوحيد الجيش الليبي"، حسب كلامه.

وأضاف لـ"عربي21"، أن "شخصيات مثل فرج الصوصاع (حاكم عسكري في الشرق الليبي) التابع لحفتر ليس له وزن عسكري، كما أن العقيد سالم جحا (رئيس مجلس عسكري مصراتة سابقا) لا يمثل كل عسكري الغرب الليبي، والذي يرفض أغلبهم وجود "حفتر" عسكريا".

وتابع: "توجد مبادرات عسكرية وطنية تلقى تأييدا داخليا من قيادات عسكرية كبيرة تريد توحيد الجيش دون وجود "حفتر"، بل هناك بعض الضباط من المنطقة الشرقية مرحبين بهذه المبادرة الوطنية، ولكن تخوفوا من أن يغتالهم حفتر هم وعائلاتهم، ومبادرة مصر الأخيرة هي فقط تريد فرض وجود حفتر"، وفق قوله.

تكرار تجربة "السيسي"


لكن وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى تويجر، عبر من جانبه عن " تخوفه أن تكون المبادرة ونتائجها مجرد خطوة نحو سيطرة جيش "حفتر" على المنطقة الغربية، وحقيقة لا يمكن أن نتوقع من النظام المصري الحالي سوى أن يدفع بتنصيب "حفتر"، على غرار تنصيب السيسي"، وفق قوله.

وأوضح خلال حديثه لـ"عربي21"، أنه "إذا أمكن الاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الجيش، ولو برئاسة "حفتر"، مع ضم ضباط يؤمنون بضرورة بناء دولة مدنية وعدم العودة إلى حكم الفرد وحكم العسكر، فإن ذلك سيعطي بعض الضمانات حول عدم الانقلاب على الشرعية بعد الانتخابات".

وهو ما أكده الباحث السياسي الليبي، نزار كريكش، بقوله لـ"عربي21"، إن "كل ما يأتي من القاهرة بنظامها الحالي يعني انحيازا تاما لطرف معين، وهذه الاجتماعات موجوده كذلك في الغرب".

وأضاف: "يجب أن تتوقف مصر عن لعب دور المنقذ للعب دور الوسيط، ويجب المرور من خلال آليات الاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي"، حسب كلامه.

خطوة جيدة

وقال الإعلامي الليبي، محمد السلاك، إن ما حدث مؤخرا من لقاء قيادات عسكرية في القاهرة يعد خطوة جيدة تساهم في التئام المؤسسة العسكرية وتوحيدها، واضطلاعها بمهامها، وابتعادها عن التجاذبات السياسية".

واستبعد "وقوع أي ردود فعل سلبية من قبل عسكريين في الداخل الليبي؛ كون من حضروا اجتماعات القاهرة من الطرفين لم يجلسوا إلا برضى ومباركة من قياداتهم"، كما قال لـ"عربي21".

وأشار الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش، إلى أن "جهود مصر تأتي من ضمن عدة
جهود عربية ودولية تسعى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين والعسكريين، خاصة أن الجميع أصبح يدرك ضرورة تقديم تنازلات، وأن التعنت لم يعد يجدي نفعا".

وبخصوص مستقبل حفتر العسكري والسياسي، قال لـ"عربي21"، إن "ترشح حفتر للرئاسة مرهون بتخليه عن المنصب العسكري، وتوفير شروط الترشح فيه، التي أبرزها التخلي عن الجنسية الأجنبية (حفتر يحمل جنسية أمريكية)، قبل إعلان الترشح"، وفق تقديره.
0
التعليقات (0)