ملفات وتقارير

ماذا تريد "تحرير الشام" من فتح معركة ريف حماة بعد أستانة؟

اسهدفت الفصائل ريف حماة وحققت تقدما في السابق قبل أن يستعيد النظام سيطرته- أ ف ب (أرشيفية)
اسهدفت الفصائل ريف حماة وحققت تقدما في السابق قبل أن يستعيد النظام سيطرته- أ ف ب (أرشيفية)
بعد يومين من مؤتمر أستانة، الذي اتفقت خلاله روسيا وتركيا وإيران على شمول محافظة إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد في سوريا، وما تلاه من رفض له من قبل "هيئة تحرير الشام"، أطلقت الأخيرة، بمشاركة بعض الفصائل، هجوما على مواقع النظام في ريف حماة.

ولم تعلن "الهيئة" عن المعركة عبر إعلامها، بل دعت الوسائل الإعلامية والمراصد للتكتم على المعركة وعدم الحديث عن تفاصيلها حرصا، كما قالت، على نجاح سيرها وحفاظا على مقاتليها.

الناشط في ريف حماة، عبيدة أبو خزيمة، تحدث لـ"عربي21"، عن سير تلك المعارك قائلا: "المعارك مستمرة وتزداد عنفا في محاولة من قوات النظام لصد محاولة تقدم فصائل المعارضة".

وعن أهمية المناطق التي سيطرت عليها "تحرير الشام"، ولم تذكرها، يقول الناشط إن "أهمية المناطق التي سيطر عليها مقاتلو الهيئة؛ تكمن في كونها تضم معسكرات كانت تتخذها قوات النظام مواقع لتقصف منها المناطق المحررة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، كما أن المناطق التي تم السيطرة عليها، تعتبر مفتاح الريف الشرقي وخط دفاع أول عن مناطق سيطرة النظام في حماة".

ويذكر أن هناك عدة فصائل مشاركة في هذه المعركة إلى جانب هيئة تحرير الشام، ومنها "الحزب الإسلامي التركستاني" و"جيش العزة" و"جيش النصر" و"جيش إدلب الحر" و"الفرقة الوسطى".

ويضيف الناشط أن قوات النظام عملت على استنفار قواتها في ريف حماة، كما أنها قد تلجأ لسحب قوات لها من حلب وحمص باتجاه ريف حماة، نتيجة النقص في قواتها على جبهات حماة؛ لأنها قد سحبت قسما كبيرا من قواتها مسبقا باتجاه مناطق الاشتباك مع تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن قوات النظام والطائرات الروسية تواصل قصف المدن والبلدات في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، مشيرا إلى أن "هنالك قصفا عنيفا من الطيران الحربي السوري والروسي تسبب بخروج منشآت خدمية ومشاف عن العمل، كما جرى في كفرنبل وغيرها في ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي".

أما عن الرسائل التي أرادت "تحرير الشام" توجيهها داخليا وخارجيا، فيقول القيادي "أبو أنس الشامي" المقرب من "تحرير الشام"، إن الأخيرة تريد أن تقول إن كل الفصائل المشاركة في أستانة في الشمال السوري ليس لها ثقل على الأرض، وبالتالي فإن الذي يقرر على الأرض هو من يقاتل النظام ويحاربه"، كما قال.

وعن التوقيت الذي اختارته "الهيئة"، يبين الشامي، في حديث لـ"عربي21"، أن "هذا التوقيت سببه مسألة التدخل التركي، وهو رسالة لتركيا أن الخرائط التي شاركت تركيا بها مع روسيا وإيران؛ لا تعترف بها الهيئة".

وأضاف: "أما السبب الآخر، فهو أن هناك تململا لدى عناصر تحرير الشام بعد هذا الركود العسكري، وبالتالي فإن هناك خلافات مع الذين دخلوا حديثا إلى الهيئة، فقد احتاج الجميع لأمر يجمعهم ويقضي على تلك الاختلافات، وليس هناك أفضل من المعارك بمثل هذه الأحوال"، وفق قوله.

ويوضح الشامي أن هيئة تحرير الشام تريد أن تظهر أيضا أن "قوتها العسكرية لا تزال بكامل جاهزيتها، وهي تدرك أن هناك تململا من قبل حواضنها بعد ركودها عسكريا"، كما قال.

من جهته، يرى الناشط الثوري معاذ الحموي؛ أن "هذه المعارك أثبتت فشلها عسكريا؛ لأنها جُربت أكثر من مرة، بل هي بمثابة محرقة تقوم بها تحرير الشام كما أنها تعطي النظام والروس كل المبررات لعودة القصف للمدن وتشريد أهلها"، على حد قوله.

ويضيف في حديث لـ"عربي21": "تحرير الشام تريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال هذه المعارك، كما أنها تريد تعطيل أي حل يجنب أهلنا ويلات الحروب"، وفق تقديره.
0
التعليقات (0)