اقتصاد عربي

لماذا افتتحت قطر "ميناء حمد" قبل 6 أشهر من الموعد المقرر؟

توقعات بانخفاض تكاليف الاستيراد للسلع والخامات والبضائع بعد افتتاح ميناء حمد 50%- تويتر
توقعات بانخفاض تكاليف الاستيراد للسلع والخامات والبضائع بعد افتتاح ميناء حمد 50%- تويتر
حمل افتتاح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ميناء حمد الدولي، قبل ستة أشهر من الموعد المقرر له، عددا من الرسائل والدلالات الهامة، على مختلف المستويات.

وحضر حفل الافتتاح 11 وزيرا للنقل ومسؤولون من المغرب وسلطنة عمان والكويت وإيطاليا وفرنسا وبلغاريا وأذربيجان وإيران.

وأكد خبراء ومراقبون لـ"عربي21"، أن افتتاح ميناء حمد بهذا الحجم وهذه المواصفات العالمية يمثل إنجازا غير مسبوق في تاريخ قطر الحديث، من شأنه تحقيق نقلة نوعية في ما يتعلق بالتنوع الاقتصادي بعيدا عن قطاع النفط، خصوصا في ظل دور الميناء في خفض تكاليف الاستيراد، ودعم الصادرات، وتنويع السلع.

وقالوا إن الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، كان سببا في تسريع عملية استكمال بناء الميناء الذي لعب دورا محوريا في كسر الحصار، حتى قبل افتتاحه رسميا، إلى جانب الميناء الجوي القطري (مطار حمد الدولي).

وأوضح الباحث الاقتصادي، أحمد مصبح، أن افتتاح الميناء قبل موعده المقرر يمثل رسالة تحدّ من قطر إلى دول الحصار، إلى جانب كونه رسالة تطمين للشعب القطري وتشجيع المستثمرين، فضلا عن الفوائد الاقتصادية الكبيرة ومردودها الإيجابي على الاقتصاد الوطني.

وأضاف مصبح في تصريحات لـ"عربي21"، أن افتتاح ميناء حمد بعد ثلاثة أشهر من الأزمة الخليجية وقبل ستة أشهر من الموعد المقرر، هو أحد أشكال التحرر القطري وفرض السيادة، خصوصا في ظل الحصار المفروض.

وتابع: "كان لزاما على الدولة القطرية البحث عن حلول سريعة ودائمة تخلصها من الهيمنة الخليجية وتساهم في كسر الحصار المفروض خصوصا في ما يتعلق بالمنافذ البحرية والجوية من جهة، وفي ما يتعلق بحركة الاستيراد والتصدير".

وأكد أن وجود ميناء حمد سوف يعزز مكانة قطر على الصعيد الدولي وسوف يساهم في تحويلها لمركز تجاري عالمي في الشرق الأوسط، الأمر الذي سوف يسحب البساط من تحت ميناء جبل علي (في دبي).


وقال المدير التنفيذي لمشروع الميناء الجديد، إن ميناء حمد يمثل نقلة نوعية للاقتصاد القطري عبر تحوله لمركز تجاري إقليمي، ومن خلال ما سيقدمه من تنوع ودعم لاحتياجات الدولة وزيادة حجم التبادل التجاري بين قطر والعالم، فضلاً عن امتلاكه لمميزات عدة، في مقدمتها الموقع الجغرافي الاستراتيجي، وإمكانية التوسع في جميع النواحي في المستقبل، إلى جانب ربط الميناء الجديد بشبكة طرق حديثة، يتم العمل عليها في الوقت الحالي من قبل الهيئة العامة للأشغال، والانتهاء منها العام المقبل.

وأضاف القطامي في تصريحات صحفية على هامش الافتتاح الرسمي للميناء، أن ميناء حمد استوعب الزيادة الكبيرة في الطلب على المواد والمنتجات عبره بسهولة، وذلك لأن المحطة الأولى من الميناء سعتها مليونان، ما يجعل الميناء قادرا على الوفاء باستقبال احتياجات الدولة كافة، وذلك بما يملكه من إمكانيات فنية وتكنولوجية، مشيرا إلى أن ميناء حمد استقبل العديد من السفن المحملة بأنواع من المنتجات والبضائع وبمختلف الأحجام، فضلا عن إضافة نحو 11 خطا ملاحيا جديدا، وغيرها من الإنجازات التي حققها الميناء في أسابيع قليلة كانت تحتاج لوقت أطول، لكن الحصار سرّع من عملية تنمية الميناء واستغلاله بطريقة صحيحة.


ومن جانبه توقع رجل الأعمال شاهين محمد المهندي، وفقا لـ"الراية" القطرية، أن تنخفض تكاليف الاستيراد للسلع والخامات والبضائع بعد افتتاح ميناء حمد بما يتراوح بين 30 و50%، مشيرا إلى أنه كان في السابق يقوم باستيراد الألومنيوم والزجاج من إحدى الدول المجاورة الموجود فيها الوكيل الرئيس لتلك المواد إلا أن هذا الأمر تغير بعد دخول ميناء حمد الخدمة وبات يستورد كافة احتياجاته مباشرة من الدول الأوروبية والآسيوية التي تتوافر فيها تلك المواد.
التعليقات (0)