ملفات وتقارير

ارتياح فلسطيني لقرار الدخول لتركيا بالتأشيرة الإلكترونية

القرار التركي جاء وسط منع عربي كامل لدخول الفلسطينيين من حملة الوثيقة أو الجواز الفلسطيني مباشرة- الأناضول
القرار التركي جاء وسط منع عربي كامل لدخول الفلسطينيين من حملة الوثيقة أو الجواز الفلسطيني مباشرة- الأناضول
استقبل الفلسطينيون قرار الرئيس التركي منحهم فيزا الدخول لتركيا إلكترونيا، دون الحاجة لمراجعات  السفارات، ارتياحا كبيرا بالنظر لحجم الفائدة التي ستنعكس على أوضاعهم المعيشية، وتحديدا في مجالات التنقل والدراسة والعلاج.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كشف خلال زيارة رئيس السلطة محمود عباس لأنقرة الأسبوع الماضي، أن بلاده قررت منح الفلسطينيين إمكانية الحصول على تأشيرة الدخول الإلكترونية إلى تركيا خلال الشهرين المقبلين .

ويعاني الفلسطينيون سواء من حملة الجواز الفلسطيني الصادر عن السلطة أو حملة الوثائق الفلسطينية من حرمان غالبية الدول ومنها جميع الدول العربية من الدخول المباشر لها، ما ضاعف من معاناة الفلسطينيين وتحديدا المرضى والطلاب منهم .

ويرى يوسف إياز، المنسق العام لرابطة شباب من أجل القدس بتركيا لـ"عربي21"  أن القضية الفلسطينية من أهم القضايا التي تشغل بال الشعب والحكومة التركية، نظرا لوضع الفلسطينين تحت الاحتلال، ومن هنا جاءت مبادرة الرئيس التركي بالفيزا الإلكترونية.


بينما يؤكد ماجد عزام الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني لـ"عربي21"، أن قرار الحكومة التركية السماح للفلسطينيين بالحصول على الفيزا إلكترونيا، يؤكد مدى احترام الشعب التركي وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني.

وأضاف، أن تركيا هي أكثر الدول احتراما لحقوق الشعب الفلسطيني، وتتعامل مع فلسطين كدولة قائمة تتمتع بسيادتها؛ لذا تحرص على مد الجسور معها ودعمها في المحافل الدولية.

وأوضح عزام، أن تركيا دعمت حقوق الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة في الأربعينيات، في ظل حكم النخبة الكمالية، حيث إن أخر رئيس حكومة من النخبة الأتاتوركية بولاند أجاويد، فضح جرائم إسرائيل ووصفها بحملات إبادة ضد الفلسطينيين ووقف في وجهها.

كما أن تركيا تقيم حاليا مدينة صناعية في الضفة الغربية، وتقوم بدعم الفلسطينيين على الصعيد التعليمي والاجتماعي، وتتبنى مشاريع للتصدي للتهويد في القدس من ترميم الآثار الإسلامية، وحتى المسيحية وللحفاظ على هوية القدس كعاصمة للشعب الفلسطيني.

وكان موقف تركيا من أقوى المواقف في التصدي لإغلاق المسجد الأقصى، كما أن التأشيرة الإلكترونية ستفعل زيادة الطلاب الفلسطينييين في المنح التعليمية التركية، وتساعد في الرعاية الصحية والعلاج لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، إلى جانب حرية الحركة والتواصل بين المؤسسات التركية والفلسطينية.

أما الكاتب الصحفي التونسي إبراهيم بوعزي، فقال بدوره لـ"عربي21"إن القرار التركي يأتي على خلاف الدول العربية التي تقيم علاقات مع الاحتلال الصهيوني، دون استغلالها لصالح الفلسطينيين، فتركيا تعرف كيف تستغل علاقاتها مع إسرائيل للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم والعون له بشتى الوسائل.

ويضيف بوعزي، أن قرار أنقرة بتمكين الفلسطينيين من تأشيرتها إلكترونيا، جاء للتغلب على العقبات الإسرائيلية المريرة التي تحول دون وصول الفلسطينيين إلى مقر سفارتها في تل أبيب؛ بحسب معلومات موثقة من منظمات المجتمع المدني التركية العاملة في الأراضي الفلسطينية.

علاوة على تمكين الفلسطينيين حاملي البطاقات الخضراء والزرقاء والحمراء وغيرها، من تجاوز المضايقات الإسرائيلية على المعابر الأمنية والعسكرية بالتأشيرة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الفلسطيني الراغب في السياحة أو العلاج في تركيا سيكتفي بأن يدخل موقع وزارة الخارجية التركية ويملأ استمارة، ويحمّل صور الوثائق المطلوبة ثم يدفع تكاليف التأشيرة باستخدام بطاقة الائتمان أو بطاقة السحب الآلي، وهذه العملية لا تستغرق من صاحبها أكثر من خمس دقائق حتى تأتيه نسخة من التأشيرة التركية إلى بريده الإلكتروني، فيطبعها وينطلق نحو المطار.

وتساءل  بوعزي، هل ستشمل التأشيرة الإلكترونية التركية فلسطينيي الشتات في الأردن ولبنان وسوريا ومصر وليبيا، وخصوصا فلسطينيي لبنان المحرومين من أدنى حقوق الكائن البشري؟!

من جهته أكد المواطن التركي مصطفى بوز كورت لـ"عربي21" أن موقف تركيا الداعم للأشقاء الفلسطينيين، إنما ينبثق من إيماننا بعدالة القضية الفلسطينية وبأن الأقصى المبارك هو ملك خالص للمسلمين، وأن الشعب التركي يرفض الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
0
التعليقات (0)