سياسة عربية

ماذا في كواليس استقبال السيسي الحافل لرئيس الصومال؟

السيسي استقبل نظيره الصومالي في قصر الاتحادية الأحد- أرشيفية
السيسي استقبل نظيره الصومالي في قصر الاتحادية الأحد- أرشيفية
أثار الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، بالقاهرة، تساؤلات حول نية قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي في استغلال الصومال في علاقته المتوترة مع إثيوبيا، وعززت التكهنات بشأن اعتزامه دعم الصومال عسكريا، أو إنشاء قاعدة عسكرية لتكون بمثابة أوراق ضغط ضد أديس أبابا.
 
واستقبل السيسي نظيره الصومالي في قصر الاتحادية، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، واستعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. وتعد هذه أول زيارة للرئيس الصومالي لمصر بناء على دعوة السيسي. وانتخب  فرماجو رئيسا للصومال في 8 شباط/ فبراير 2017.
 
وفي بيان للرئاسة، اطلعت عليه "عربي21" أكدت "أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، كما استعرض الرئيس الصومالي آخر مستجدات الوضع الداخلي في بلاده، والخطوات التي تقوم بها الحكومة المركزية سعياً لاستعادة الأمن والاستقرار بالصومال والتغلب على التحديات المختلفة التي تواجهه، وعلى رأسها خطر الإرهاب".
 
وتأتي زيارة رئيس الصومال لمصر بعد أيام من اختتام السيسي جولته الأسبوع الماضي، في أربع دول أفريقية شملت تنزانيا ورواندا والغابون وتشاد، وسط إشادات إعلامية وصحفية ببدء عصر جديد مع دول أفريقيا.
 
الصومال سعيد بالزيارة
 
وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" قال سفير الصومال بالقاهرة، عبدالغني محمد، إن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، وحققت تقدما على جميع المستويات، ووصف الزيارة التي أثلجت قلوب الصوماليين بـ"الناجحة".
 
واستبعد السفير الصومالي إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في الصومال، قائلا: "إنه لم يبحث إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في الصومال خلال المباحثات الثنائية، ولم تطرح على طاولة النقاش".
 
وأضاف أن "الزيارة سوف تترجم إلى عمل واسع بين البلدين  في ما يتعلق بالجوانب السياسية، والأمنية، والتعليمية، وكثير من مجالات التعاون على أكمل وجه".
 
الصومال والأمن القومي المصري
 
من جهتها؛ قالت نائب رئيس تحرير الأهرام والمتخصصة بالشأن الأفريقي، أسماء الحسيني، لـ"عربي21": "إن الصومال دولة مهمة بالنسبة للأمن القومي المصري، والعربي، والتجاهل الكبير للدولة الصومالية بعد سقوطها منذ أكثر من عقدين شكل تهديدا للمنطقة، وأدى إلى انتشار الفوضى والإرهاب والقرصنة وأثرت على مصر بالسلب".
 
ولم تستبعد استخدام الصومال كورقة ضغط ضد إثيوبيا، وقالت إن "وجود الصومال قوية، يعد عنصر توازن للأمن والاستقرار في القرن الأفريقي، وما يجري في الصومال هو مخالف لطبائع الأشياء". ورهنت استقرار الصومال "بوجود جيش حقيقي، قادر على فرض الأمن، وهو ما تعارضه دول تجاور الصومال وتنتزع منها أراض مثل إثيوبيا".
 
نظام السيسي في أزمة
 
أما الكاتب الصحفي، أحمد عبدالعزيز، فرأى أن نظام السيسي في أزمة، وقال لـ"عربي21": "في اعتقادي أن السيسي في مأزق كبير جدا بشأن موضوع سد النهضة، وهو الذي وضع نفسه فيه بالتوقيع على الاتفاقية الثلاثية؛ ما أسقط حق مصر في الاتفاقيات السابقة؛ وبالتالي صار مثل الفأر في المصيدة، ولا يعرف كيف يخرج، ويحاول طرق كل الأبواب".
 
وأضاف: "ربما تكون هناك محاولة باتجاه الصومال من خلال قواعد عسكرية وغيره، لكن أعتقد أن الأمر ليس بهذه السهولة، خاصة أن الصومال مفكك وليس لديه القدرة على حماية أمنه الداخلي؛ وبالتالي ربما يكون من الصعب أن يوافق على قرار من هذا القبيل ويضع نفسه في مواجهة مباشرة مع إثيوبيا".
 
وتابع: "وعموما فالصومال ليس المكان الوحيد المطروح في هذا السياق، ولكن هناك أيضا جيبوتي وإريتريا، وذكر ذلك بوضوح أساتذة متخصصصون في هذا الأمر مثل السفير إبراهيم يسري والمهندس ممدوح حمزة في محاضرات لهم حول أزمة سد النهضة".
 
السيسي وجولاته الخيالية

بدوره؛ قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير إبراهيم يسري، لـ"عربي21" إن "السيسي بات يدرك الأزمة التي وضع فيها مصر"، مضيفا أنه "اقترح بعد ثورة 25 يناير دعم الثوار الصوماليين في إقليم أوجادين الذي تحتله إثيوبيا، والتحكم في طريق التجارة الرئيسي لها".
 
وشكك في قدرة السيسي على إنجاح أي علاقة، قائلا: "إن السيسي لن ينجح في استغلال علاقته الجديدة بالصومال للضغط على إثيوبيا، خاصة بعد جولته الأفريقية الأخيرة ومناقشته لموضوعات خيالية لا تمت للواقع ومصالح مصر وأمنها بصلة".
 
واستبعد في الوقت نفسه "قدرة نظام السيسي على إنشاء قاعدة عسكرية؛ لأنه يفتقر للتمويل، ولن تساعده حتى الإمارات، التي تربطها علاقات وثيقة بإثيوبيا، وتقوم بتمويل إنشاء سد النهضة، إضافة إلى رفض المجتمع الدولي لمثل تلك الخطوة، والمخاطر الناجمة عنها".
التعليقات (1)
مراقب
الإثنين، 21-08-2017 12:54 م
بحث عن دور وشرعية في الخارج هذا سعي حثيث يقوم به نظام انقلابي بحثا عن سياسة تسمى بالعامية "زكزكة" تعتمد على انتشار صبيانية سياسية مراهقة لا مثيل لها في ساحتنا العربية مقارنة بلاعبين سياسيين حول العالم. لا الصومال ولا غيرها... في افريقيا ستكون في جيب الانقلابي، تفكيره واستراتيجيته صبيانيتين واضحتين، إنه يحاول وراثة رجل العرب المريض من ناحية ومن ناحية أخرى يظن بأنه يستطيع أن ينافس الرئيس التركي أو تركيا الدولة في دول إفريقية، فهو لا يهمه التغلغل الاسرائيلي لأنه أصلا واجهة لهم، كل همه بحث عن شرعية خارجية شأنه شأن كل حاكم غير شرعي في الداخل. مأزق الأنظمة الفاشية لا يمكن أن يصبح اقل مع مرور الوقت، بل يتعمق ويتسع الشرخ حتى مع اشد معجبيه ومنشدي اسطوانة القتل واجترار تدني الثقافة والعلاقات الاجتماعية ومروجي الهبوط خدمة لرفع مستوى "المنقذ"، المتنقل بين "قد الدنيا" إلى "أشباه دولة" ثم "ما معيش" بينما السجاد الأحمر يفرش تحت عجلات سيارة جنون العظمة. وللحديث بقية...