سياسة دولية

ماذا يعكس ارتفاع عدد المسجلين الروس في الحج؟

وصل عدد المسلمين الروس الذين بإمكانهم أداء مناسك الحج إلى 23500 روسي - ا ف ب
وصل عدد المسلمين الروس الذين بإمكانهم أداء مناسك الحج إلى 23500 روسي - ا ف ب
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على ارتفاع عدد المسلمين الروس المسجلين لأداء مناسك الحج مقارنة بالسنة الفارطة.

واعتبرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن ذلك  يعكس مدى تجذر الإسلام في روسيا منذ عقود.

وقالت الصحيفة إن "حوالي 23 ألف روسي سجلوا أسماءهم للحج خلال هذه السنة. وقد ارتفعت هذه النسبة كثيرا مقارنة بالسنة الفارطة، حيث سجل آنذاك حوالي 16 ألف روسي فقط أنفسهم لتأدية مناسك الحج. وتجدر الإشارة إلى أن الإسلام يعد الديانة الرسمية الثانية في البلاد بعد المسيحية الأرثوذكسية".
 
وذكرت الصحيفة أن عددا من الروس شدوا الرحال إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ الأسبوع الفارط، ومن المنتظر أن يلتحق بهم 7500 حاج لأداء مناسك الحج التي تنطلق يوم 30 آب/ أغسطس إلى موفي 4 أيلول/ سبتمبر. 

والجدير بالذكر أن السلطات السعودية رفعت من عدد الحجاج الروس الذين سمحت لهم بزيارة أراضيها ليبلغ العدد ثلاثة آلاف شخص. وبالتالي، وصل عدد المسلمين الروس الذين بإمكانهم أداء مناسك الحج إلى 23500 روسي.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الحجيج الوافدين كل سنة يخضع لنظام الحصص الذي أقرته منظمة التعاون الإسلامي، حيث بإمكان كل دولة مسلمة إرسال 1000 حاج فقط على كل مليون ساكن. أما هذه السنة، تجاوز نصيب الروس العدد المتفق عليه.
 
ومن جهته، أشار الأستاذ المحاضر في معهد الدراسات السياسية بباريس، فلوران بيرمونتيي، إلى أن هذا الارتفاع في عدد الحجاج الروس يعود لعدة أسباب لعل أبرزها؛ العقوبات الاقتصادية التي فرضها الإتحاد الأوروبي على روسيا، مع العلم أن أغلب مسلمي روسيا يحجون مرورا بأوروبا الغربية. وفي هذا السياق، يبدو جليا مدى اهتمام الجانب السعودي بمسلمي روسيا بعد مضاعفة أعداد الحجاج الروس.  
 
ونقلت الصحيفة تصريح فلاديمير بوتين الذي أفاد أن الإسلام يعد من الأديان السماوية التي لطالما كان موجودا داخل الاتحاد الروسي. وعموما، تبلغ نسبة المسلمين في روسيا قرابة 15 بالمائة أي حوالي 20 مليون مسلم من إجمالي عدد السكان في روسيا، حيث أن أغلبهم من السنة.

وفي هذا الصدد، ذكر بيرمونتيي أن "الإسلام في روسيا ينقسم إلى فرعين، حيث يطلق على الأول اسم "التتار" المعترف بهم من قبل السلطات. أما الفرع الثاني، فهم "الشيشان" الذين يميلون إلى الانفصالية".
 
والجدير بالذكر أن التقاليد الإسلامية في روسيا متغلغلة في تاريخ البلاد. وفي هذا الصدد، أفاد بيرمونتيي أن "الإسلام موجود في بعض المناطق الشمالية، على غرار القوقاز، منذ 1300 سنة". وأضاف بيرمونتيي قائلا: "لم يتعرض المسلمون واليهود لأية عملية قمع في عهد القياصرة". وواصل الخبير كلامه قائلا إن "المسلمين لم يتخلوا عن تطبيق تعاليم دينهم حتى خلال حقبة الإمبراطورية السوفييتية الملحدة".
 
وأفادت الصحيفة أن الإسلام يعد الديانة الثانية في البلاد بعد المسيحية الأرثوذكسية مما يؤكد على أن العلاقات بين روسيا والإسلام قديمة ومتميزة. وبالنسبة للأستاذ بيرمونتيي، فإن فلاديمير بوتين "لديه قراءة جيوسياسية خاصة فيما يتعلق بالمسلمين، حيث عمل منذ سنة 2003 على ضم روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي". 
 
وعلى العموم، يمكن وصف موقف الرئيس الروسي بأنه واقعي و متناقض في آن واحد. وللتوضيح أكثر، قال بيرمونتيي: "لقد أفسح بوتين المجال أمام تركيز إسلام قوي في الشيشان، لكن دون أن يجعل هذه المنطقة مثالا يحتذى به في باقي ربوع روسيا". والجدير بالذكر أن المسلمين الروس ليسوا الضحية المستهدفة من قبل القومية الروسية، فظاهرة معاداة الأجانب المنتشرة في موسكو تستهدف الأشخاص الذين ينحدرون من آسيا الوسطى. وبالتالي،  لا يوجد استهداف مقصود تجاه المسلمين".
 
وفي الختام، تضم روسيا أكبر عدد من المسلمين داخل القارة الأوروبية حيث يبلغ عددهم 20 مليون مسلم. كما تحتضن موسكو أكبر جامع في القارة العجوز،  تم افتتاحه سنة 2015.  
التعليقات (0)