سياسة عربية

ما الرسالة وراء اختطاف رئيس وزراء ليبيا السابق في طرابلس؟

لم تعرف الجهة التي اختطفت زيدان حتى اللحظة - أ ف ب
لم تعرف الجهة التي اختطفت زيدان حتى اللحظة - أ ف ب
أثارت الأنباء الواردة عن قيام مجموعة مسلحة في العاصمة طرابلس باعتقال رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان واقتياده إلى جهة غير معلومة، عدة تساؤلات عن مصير زيدان وسبب الاختطاف ومن يقف وراءه.

واعتقل زيدان، الذي غادر البلاد منذ 2014 بعد إقالته من منصبه، على يد مجموعة مسلحة ، لم تعرف هويتها حتى الآن، الأحد الماضي، أثناء تواجده بأحد الفنادق في طرابلس.

وأكد مصدر مقرب من المجلس الرئاسي الليبي لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن "كتيبة ثوار طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري والتابعة رسميا لقوات حكومة الوفاق الوطني هي التي اعتقلت زيدان، كونها المسيطرة على العاصمة الآن، حسب كلامه.

لا تعليق

من جهته، طالب مجلس النواب الليبي، حكومة الوفاق بإطلاق سراح زيدان، فورًا ودون قيد أو شرط، معربا عن "بالغ استنكاره لحادثة الخطف"، بحسب بيان للبرلمان الأربعاء.

ولم تعلق حكومة الوفاق الليبية رسميا على اعتقال زيدان، لكن مصادر مقربة من الرئاسي الليبي أكدت أن "المجلس الرئاسي وحكومته لم يكن على علم بترتيبات زيارة زيدان إلى طرابلس، وأن أحد نواب البرلمان من مدينة الزاوية، غرب طرابلس، هو الذي أبلغ المجلس بوجود زيدان وطلب توفير إقامة له في أحد الفنادق"، بحسب صحيفة "الوسط المحلية".

وحتى الآن لم يعرف مصير زيدان ولا الجهة المسؤولة عن اعتقاله، وهل احتجازه جاء فعليا لتنفيذ لمذكرة من النائب العام الليبي سابقا بمنعه من السفر واعتقاله لتورطه في اختلاس أموال أم هي تصفية حسابات من قبل مجموعات رافضة لوجوده في المشهد.

جريمة خطف مكتملة

من جهته، أكد وزير العدل السابق في حكومة زيدان، صلاح المرغني، أن "احتجاز زيدان من قبل مجموعة مسلحة معروفة تمثل جزءا من القوات التى دأب المجلس الرئاسي على تسليحها ودعمها واستخدامها يعد جريمة خطف"، حسب وصفه.

وأوضح بتصريحات خاصة لـ"عربي21"، أنه "لا يوجد ما يشير إلى وجود أي إجراء قضائي ساري المفعول يجيز اعتقال زيدان، وعليه فإن الأمر يتعلق بجريمة خطف وحجز للحرية، يجب على المجلس الرئاسي إظهار جهود لإطلاق سراح الرجل".

وتابع: "ومن المهم ملاحظة أن هذه المجموعة تتخذ من مطار ميعتيقة مقرا لها ويفترض أنها تؤمنه لصالح حكومة الوفاق وهو على مرمى حجر من قاعدة "أبو ستة" والحرس الرئاسي والدعم والوجود الإيطالي هناك، وكل هذا قد يقوي شيئا ما أي مساع يبذلها السيد السراج إن استطاع"، كما قال.

وقال عضو المجلس الليبي الأعلى للدولة، موسى فرج، إنه "يتم تداول أخبار الآن عن إطلاق سراح زيدان"، مضيفا لـ"عربي21": "إلا أننى لم أطلع على أي بيان من جهة حكومية بهذا الخصوص، لكن يرجح فعليا أنه أفرج عنه، ولم يكن هناك أي اهتمام رسمي بزيارته"، وفق قوله.

وأكد الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أن "عدم تعليق حكومة الوفاق على محاولة اختطاف زيدان أمر مريب، كون الاعتقال لا علاقة له بطلب النائب العام توقيفه من قبل".

وأضاف لـ"عربي21": "وأعتقد أن الزيارة تخص طموح زيدان في تقلد منصب جديد بعدما تأكد أن حكومة الوفاق باقية إلى أجل غير معروف بالنظر إلى الضعف والتراجع الذي أصاب خصومها"، وفق تقديره.

البحث عن دور

لكن رئيسة منظمة "معها" لحقوق المرأة، والناشطة الليبية، غالية بن ساسي، رأت من جهتها، أن "زيدان يحاول أن يتواصل مع أنصاره في الداخل الليبي ربما لخوض الانتخابات المقبلة، فهو يحاول أن يكون له دور في الفترة المقبلة".

وبخصوص علاقة الرئاسي الليبي بعملية الاختطاف، قالت: "لا أعتقد أن للرئاسي يد في الموضوع، وأكبر دليل على ذلك أنه بعد الإفراج عن زيدان تم استضافته في الفندق على حساب المجلس الرئاسي وتأمين الحماية له حتى تم سفره بالجواز الألماني الذي يحمله"، حسب معلوماتها.

تصفية حسابات

في حين، رأى الباحث الليبي، علي أبو زيد، لـ"عربي21" أنه "لو صحّ خبر اعتقال زيدان فيكون من باب تصفية الحسابات مع بعض القوى أو المليشيات في طرابلس، ولا أعتقد أن حكومة الوفاق وراء اعتقاله لأن الشخصيات التي يتواصل معها على علاقات وثيقة بالوفاق"، وفق رأيه.

وأضاف: "أعتقد أن زيدان يريد من خلال زياراته هذه أن يحجز لنفسه مكاناً على طاولة الحوار ويرسل رسالة مفادها أنه لازال قادراً على التواصل مع الجميع".
التعليقات (1)
saad
الجمعة، 18-08-2017 09:18 ص
ماذا فعل هذا الانسان حتى يحجز لنفسه مكان في المشهد السياسي الليبي واعتقد أن حكومته في المانيا هي التي تسعى من خلاله الى حجز مكان لها على طاولة اقتسام الكعكة الليبية فهو اتفه من يمثل شيء حتى نفسه