كتاب عربي 21

فوبيا يا فجل فوبيا

جمال الجمل
1300x600
1300x600
(مفتتح لا بد منه)

نصيحة الإعلام العباسي لشعب الفوبيا: خليكم مع الرئيس.. خليكم "مع الرصين"

(1)
أرجو إن إنتو تصدقوني يعني، أرجو إن إنتو تصدقوني.. صحيح، أنا بحذركم من "مصيدة العَوَز" اللي بيحاولوا يحطّونا فيها، أصلها هتؤدي إلى إفشال الدولة، وإفشال الدولة هيؤدي إلى مصيدة العوز، عشان كدا، لازم المصيدة دي إحنا نكسّرها، وعايز أقولّكم حاجة بس: أنا عيني ع الموضوع دا من 2011.. عيني على إسقاط الدولة دا من 2011، ولما قلت للإعلاميين والمفكرين، قالولي إنت بتبقى ساعات متعصب كدا؟. لأ.. إلا إسقاط الدولة، آه.. خلّوا بالكم، لازم يبقى عندنا فوبيا.. فوبيا من إسقاط الدولة، فاهمين كلامي؟!

(2)
هكذا تحدث رئيس مصر في خطاب طويل لشباب المستقبل، وأشاد الإعلام العباسي بمبادرة الفوبيا التي أطلقها فخامته في لحظة تعري، فكتب عنها العباسيون ببلاهة منقطعة النظير، حيث كشف أحدهم عن كواليس الدعوة، وكتب آخر عن غرام مصر السري بنتاج نظرية الفوبيا التي حققتها الإمارات العربية، فأصبحت في حجم ومكانة الصين!، وهذه المعلومة ليست طرفة، لكنها "تخريفة" أفرزتها حمى التنافس بين طبول إعلام النظام على دعم الفوبيا، حتى وصلت حالة التعريـ..."ف" بالمبادرة إلى الذروة، فتجاوزت حدود الواقع و"نطت" في سماء الخيال. وبدون وصف أو شرح طويل تعالوا نتعرف على جانب من هذا الإعلام الخيالي:

(3)
عزيزي المواطن النظامي "عبده فوبيا" أُخرج بقى من كبسولة التشاؤم والإحباط والتفكير السلبي المتخلف.. اتحرر من الكنبة اللي انت لازق فيها، سيبك من هري الفيسبوك، خليك صادق وشفاف وأمين، طور نفسك، ولِّي وجهك شطر الاتحادية أو حدائق القبة أو لاظوغللي أو أي قبلة وطنية شريفة، استعذ من أهل الشر" بترديد شعار "تحيا مصر" ثلاث مرات، تدرب على التبرير والتمرير والتزوير، ردد أن الدولة والقوات المسلحة "حاجة واحدة"، ودافع عن امتلاك الجيش لاقتصاد مصر، حدث أولادك وأصحابك عن سوريا وليبيا والعراق وبالغ في "حديث الفوبيا"، اغتسل من ذنوب المعارضة، واشهد أن السيسي زعيم الضرورة ومحنّي ديل العصفورة، واعْلَم أن تناقضاتك كلها مغفورة مادمت تضع ثقتك المطلقة في الرئيس الذي يعرف ولا نعرف.. الذي يتكلم ولا يسمع.. الذي أفكاره مقادير محتومة، وأحلامه أوامر محسومة.. ومشاريعه مرسومة ومختومة....

باختصار يا عزيزي المواطن أبو فوبيا: فكر واتصرف كأنك "مصطفى بكري".

(4)
سيبك من كلام الناس عن محجوب عبد الدايم، ولا تخشى في دعم الدولة لومة لائم، الحياة مش مستاهلة شرف وقرف. إذا اقتنعت بهذه النصيحة، فسوف أساعدك على تأهيل نفسك لتستحق دعوة في مؤتمر شباب البتاع، أو تصبح من فصيلة "المواطن النظامي المستأنس الحبّوب" الذي يفضل الكبار تربيته في حدائق القصور، للحراسة والوناسة، من أجل الدفاع عن البتاع بعناد، ومن أجل الاجتهاد في غسل سمعة الأسياد، لا تخشى من العتاب أو ألم الضمير، لأن التأهيل يشمل استئصال الكرامة و إخصاء عضو التفكير، وضمور غدد النقد، وتعاطي هرمونات النفاق المبتذل، وتخدير حاسة إدراك المتناقضات، بحيث يمكنك كمواطن نظامي فوبياوي أن تدافع عن أي موقف بكل ما لديك، ثم تدافع بنفس الحماس والتعصب عن الموقف النقيض له، وبحيث تنقلب على نفسك دون أن تفكر أو تتأثر أو تنزعج، أو حتى تلاحظ الفرق.

فإذا فعلت ذلك بنجاح.. يبقى انت صحيح الـ"بكري".

(5)
لأسباب قانونية بحتة، أنصحك يا عزيزي الفوبياوي ألا تحشر اسم "مصطفى بكري" في الفقرات التي لم يرد فيها اسمه صراحة، فالأمر لا يتوقف عند شخص الصحفي والنائب البرلماني بذاته، لكنني أتحدث عن "ظاهرة" وليس عن "فرد"، عن "كائنات الماتريكس" التي يتم تصنيعها من بقايا بشرية وأشلاء سياسية، ثم يتم شحنها وبرمجتها أوتوماتيكيا لتكون "قوة دعم" مطلقة ودائمة، تستميت في تبرير خطايا السيد الكبير، طالما تتمتع بالرعاية والحماية وتتغذى بالتهام مصالح الكائنات العنيدة غير المتكيفة من أمثالك.. تلك الكائنات التي لا تزال تؤمن بأفكار وقيم بالية مثل: الاستقلال والكرامة والعدالة، بل وتؤمن بأفكار خيالية مثل: الوطن، والدساتير المكتوبة بحسن نية، لم تتسع لعظمة وطموحات وخلود الحاكم السرمدي.!

فكل محجوب بكري حتى لو كان اسمه ياسر أو تامر أو موسى.

(6)
عزيزي المواطن الفوبياوي/ جرياً على هوجة "التوك شو" أنصحك أن تغادر موقعك القديم، لتبدع وتنطلق مع صناع الأمل والتفكير الإيجابي.. لازم "تعمل لمصر حاجة حلوة"، وطبعا ستقبض الثمن، ففي جمهورية الماتريكس: كل شيء بثمن.. كل عباسي له تسعيرة، كل فكرة حلوة لدعم شبه الدولة لها أجر كبير، وما عليك إلا أن تتقدم باستقالتك من "دماغك" وتتبرأ من ميليشيات "الفيس بوك"، وتتدرب على التفاؤل.. لماذا (مثلاً مثلاً) لا تجرب أن تصبح مذيعا وطنياً يتحدث عن عظمة القائد وحكمته، ولماذا لا تصبح صحفيا تحت أقدام فخامته مباشرة، تطالب بلا خجل بمد فترة رئيسك، لا تأبه بالدستور فهو ورقة يمكن تعديل الكلام المكتوب فيها (وترزية الكلام والدساتير على قفا من يشيل؟، ولماذا لا تمارس ما مارسته عليك أمك في الطفولة، فتحكي للناس قصص "أبو رجل مسلوخة" والعفريت الذي تخرج النار من عينه اليسرى، بينما ينطلق الإرهاب اللعين من عينه اليمنى ليهدد الدولة بمصير سوريا والعراق؟

عزيزي المواطن الفوبياوي لا تتصور أن المهمة صعبة، خليك طموح.. عزيزتي المواطنة الفوبياوية احلمي بالتغيير، أعزائي المواطنين المؤمنين بدعم دولة سي عبده الفوبياوي لا تخجلوا من التعريـ..... "ف" بأفكاركم الداعمة، دعكم من أهل الشر.. خليكم مع الدولة، دعكم من معارضة الكلام والألش والسخرية.. خليكم "مع الرصين".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل