سياسة عربية

ربطة عنق الغنّوشي تثير جدلا بتونس.. والأخير يُعلّق

برّر الغنوشي ارتداءه ربطة عنق بأنّ العادات تتغير - الصفحة الرسمية
برّر الغنوشي ارتداءه ربطة عنق بأنّ العادات تتغير - الصفحة الرسمية
علّق زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي على الجدل الذي أثاره بمواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره الأخير مرتديا بدلة زرقاء وربطة عنق بأنّ "الدنيا تتبدّل"، وفق تعبيره.

وقال الغنوشي، في مقابلة خاصة بثتها قناة نسمة مساء الثلاثاء، إنه ارتدى من قبل ربطة عنق "وهذه ليست المرة الأولى كما يعتقد الناس"، مضيفا: "صحيح ليس من عادتي ألبس ربطة عنق، لكن العوايد تتغير".

وتابع رئيس حركة النهضة "أن ما يرتديه ليس له أساس ديني، بل هي فقط عادات"، وفق تعبيره.

تأويلات

وكان الغنّوشي ظهر بـ"لوك عصري" خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة المغربية بتونس، مساء الأحد، احتفالا بيومها الوطني، وفي مرة ثانية خلال المقابلة مع قناة نسمة.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتأويلات المختلفة على الصور التي نشرتها الصفحة الرسمية للغنوشي مرتديا ربطة عنق زرقاء.



وعلّق الكاتب والإعلامي حسن بن عثمان بمنشور في "فيسبوك" بأنّه "توصّل إلى فهم وتفسير سر ارتداء الغنوشي ربطة عنق لأوّل مرة في حياته".

وتابع: "لقد كانت بمناسبة زيارته للسفارة المغربية بمناسبة عيد العرش الملكي.. وكانت بسبب طمأنة الملك المغربي عن حالة الإسلامي السياسي التونسي الذي لا يختلف عن حالة الإسلامي السياسي المغربي من جهة ممارسة السياسية ولبس ربطة عنق وتنويع الأزياء وتنويع الأسماء بين الجمهوريات والممالك".

طالب سلطة

واعتبر الناشط المعز الحاج منصور أنّ "الغنوشي صار طالب سلطة"، مضيفا بمنشور له في "فيسبوك" أنّ الغرض من ظهور الغنوشي على قناة نسمة بمظهره الجديد "كان الغرض منه تسويق صورة جديدة للرجل".

وتابع: "كان يرتدي بدلة أروبية فاخرة... تتخلى نهائيا عن مبدأ القناعة والكفاف والتصوف في الفكر الاسلامي.. راشد الغنوشي يعلن بذلك اللباس أنه لا يتبنى أفكارا إسلامية تعتقد في التقشف والتواضع في اللباس والبنيان".

وقال: "راشد الغنوشي تخلى نهائيا عن الشاشية والجبة وأقبل على الغرب... هي رسالة تؤكد التغيرات التي طرأت على شخصية الرجل لأنه يريد تفويضا أجنبيا للحكم... الرجل يسير حثيثا في طلب السلطة... تدفعه إلى ذلك حاشيته وبطانته".

نحو الدولة

لكن لطفي زيتون، المستشار السياسي للغنوشي، اعتبر أنّ "ارتداء رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي لما يعتبره التونسيون زيا رسميا (بدلة وربطة عنق) هو مغادرة منه لمربع الطائفة وخطوة منه نحو الدولة".

وقال بمنشور في "فيسبوك" إنّ "أساس الدولة هو البراغماتية وأساس الإيدولوجيا هو الدوغما لذلك تتسم العلاقة بينهما بالتوتر المستمر تتحول الإيدولوجيا إلى طائفة عندما تتخذ زيا خاصا يميزها عن بقية المجتمع".



من جانبه علّق القيادي النهضوي سمير ديلو على "ربطة عنق الغنوشي" بأنّها "خيار شخصي للرجل"، لافتا في تصريح لإذاعة موزاييك، إلى أنّ "ما أعرفه أنه لا يحب ربطة عنق وأنّه لا خلفية إيديولوجية أو دينية لذلك''.

واستبعد ديلو أن "يكون لتوقيت ظهوره (الغنوشي) بربطة عنق مغزى، قد تكون عائلته أو الفريق الإعلامي هو من نصحه بذلك... ويبقى اللباس لدى السياسي مهما، لكن هل أن للباس السياسي معنى خاصا بالضرورة؟ لا أظن"، وفق تعبيره.
التعليقات (0)