سياسة عربية

بالأرقام.. الكوليرا تنتشر بمناطق الحوثي وتقتل مئات اليمنيين

آخر إحصائية أظهرت وفاة أكثر من 1200 يمني- أ ف ب
آخر إحصائية أظهرت وفاة أكثر من 1200 يمني- أ ف ب
كشفت أحدث إحصاءات صادرة من منظمة الصحة العالمية بشأن وباء الكوليرا، الذي أودى بحياة 1205 يمنيين حتى مساء أمس الأربعاء، عن تضرر المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بشكل غير مسبوق، مقابل انحسار كبير في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.

ووفق آخر تقرير صادر عن المنظمة الدولية، أمس، فقد تم تسجيل 179 ألفا و548 حالة اشتباه بالوباء، بينها 1205 حالات وفاة، منذ عودة الوباء، في 27 نيسان/ أبريل الماضي.

وأظهرت الإحصاءات تسجيل "غالبية" حالات الوفاة والاشتباه، منذ 12 حزيران/ يونيو الجاري وحتى الاثنين الماضي، في مناطق الحوثيين فقط، فيما شهدت المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، وخصوصا جنوب وشرق البلاد، تراجعا ملحوظا.

وهذه أبرز المناطق المنكوبة بالمرض في جميع المحافظات اليمنية الـ20 المصابة (من أصل 22 محافظة)، وأكثر الفئات التي شهدت أعدادا للوفيات والإصابات:

مناطق الحوثيين

المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين هي المناطق الأكثر تضررا من الكوليرا، فالعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرتهم منذ اجتياحها في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، سجلت أولى الإصابات على مستوى اليمن، ولا تزال الأكثر تسجيلا لحالات الاشتباه بواقع 27 ألفا و134 حالة اشتباه.

وفي ما يخص الوفيات، فإن محافظة حجة (شمال غرب البلاد)، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، هي الأكثر تسجيلا لحالات الوفاة، بواقع 181 حالة، تليها محافظة إب (وسط البلاد)، وهي خاضعة للحوثيين أيضا، بواقع 163 حالة وفاة، ثم عمران (شمالا)، وهي ثاني محافظة سيطروا عليها بعد انطلاقهم من محافظة صعدة، وهي معقلهم (شمالا)، وذلك بواقع 120 حالة وفاة.

محافظة الحديدة الساحلية (غربا)، والتي يطالب التحالف العربي، بقيادة السعودية (داعم للحكومة الشرعية)، الحوثيين بالانسحاب منها مقابل وقف العمليات العسكرية، هي رابع أكثر محافظة في تسجيل عدد الوفيات بواقع 110 حالات وفاة، مقابل 20 ألفا و182 حالة اشتباه، كثاني أكثر محافظة في حالات الاشتباه بعد صنعاء.

وفي محافظة تعز (جنوب غرب البلاد)، والتي لا تزال منقسمة بين القوات الحكومية والحوثيين، سجلت منظمة الصحة العالمية 92 حالة وفاة، أغلبها في مديريات "شرعب الرونة" و"التعزية" و"مقبنة"، وجميعها تحت سيطرة الحوثيين.

وخلافا للمناطق التي سيطر عليها الحوثيون، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، وكانت الأكثر تضررا من وباء الكوليرا، لا تزال صعدة خالية من تسجيل أي حالات وفاة، مقابل 163 حالة اشتباه فقط.

وأرجع عاملون في قطاع الصحة هذا الوضع إلى نسبة النزوح الكبيرة التي شهدتها المحافظة منذ بدء الحرب، وعدم احتوائها على مخيمات نازحين، مثل محافظتي حجة وعمران القريبتين منها، واللتان سجلتا أرقاما مفزعة بوباء الكوليرا.

مناطق الحكومة


من أصل ثماني محافظات جنوبية وشرقية خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بشكل كامل، لا تزال محافظتا حضرموت وسقطرى خاليتين من تسجيل أي إصابة بالكوليرا، بعد تفشي المرض في 20 محافظة.

وسجل الأسبوع الأخير، انحسارا في حالات الوفاة بالوباء في المناطق الخاضعة للحكومة، حيث لم يتم تسجيل أي حالات وفاة في محافظات لحج وأبين وشبوة، منذ 12 حزيران/ يونيو الجاري وحتى الاثنين الماضي، فيما تم تسجيل ثلاث حالات وفاة في محافظة عدن (جنوبا)، وحالة واحدة في المهرة (شرقا)، وفق تقرير منظمة الصحة العالمية.

وفي محافظة مأرب (شرقا)، الخاضعة بشكل شبه كلي للحكومة، تم تسجيل حالتي وفاة، فيما لم تسجل محافظة البيضاء، التي تتقاسم الحكومة والحوثيين مناطقها، أي حالات وفاة.

وتظهر إحصائيات الوفاة، منذ تفشي المرض في 27 نيسان/ أبريل الماضي، أن محافظة عدن، التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، هي الأكثر تضررا، بتسجيل 37 حالة وفاة، وهو عدد تقول السلطات الحكومية إنه يتم تسجيله خلال أسبوع واحد فقط في مناطق الحوثيين.

وجاءت محافظة أبين، الخاضعة للحكومة، في المرتبة الثانية، بتسجيل 21 حالة وفاة، فيما تم تسجيل ثماني حالات وفاة في محافظة لحج، مقابل عدم تسجيل أي حالة وفاة في شبوة، وثلاث حالات فقط في مأرب.

وأرجعت وزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية، في تقرير لها، الخميس الماضي، سبب تركز الكوليرا في مناطق الحوثيين، إلى صعوبة وصول الفرق الطبية إلى هذه المناطق؛ بسبب منع الحوثيين دخول الإمدادات.

وقالت الوزارة إن انهيار البنية التحتية للنظام البيئي الصحي، وتلوث المياه، واختلاط مياه الصرف الصحي غير المعالجة بمياه الشرب، وتراكم النفايات الصلبة، وسيطرة المليشيا (تقصد مسلحي الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح) على المؤسسات الصحية والمرافق المتعلقة بالبيئة والنظافة، فاقم من تزايد الكوليرا في مناطق الحوثيين.

الشرائح الأكثر تضررا

وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، يمثل المسنون فوق 60 عاما أكثر الشرائح تضررا بالنسبة لحالات الوفاة، بتسجيل 360 حالة وفاة، بينما الأطفال هم الأكثر تضررا بالنسبة للإصابة، بواقع 68 ألفا و469 حالة اشتباه.

وسجل الأطفال دون سن الخامسة 162 حالة وفاة، و30 ألفا و635 حالة اشتباه، فيما سجل الأطفال من سن 5 أعوام إلى 14 عاما، 173 حالة وفاة و37 ألفا و816 حالة اشتباه.

وسجل الشباب من سن 15 إلى 29 عاما، 110 حالات وفاة، مقابل 45 ألفا و644 حالة اشتباه، فيما تم تسجيل 152 حالة وفاة و27 ألف حالة اشتباه بين من هم في سن الـ30 إلى 44 عاما.

وبالنسبة لمن هم في سن الـ45 إلى 60 عاما، فقد سجل التقرير 181 حالة وفاة، و13 ألفا و224 حالة اشتباه.

وكان المسنون ممن هم فوق الـ60 عاما هم الأكثر تضررا من حيث الوفيات، حيث تم تسجيل 360 حالة وفاة، مقابل 11 ألفا و459 حالة اشتباه.

وهناك ثماني حالات وفاة مفقودة، ولم يتم تحديدها ضمن أي من الشرائح، بجانب ألف و93 حالة اشتباه إصابة بالكوليرا، وفق منظمة الصحة العالمية.
التعليقات (0)

خبر عاجل