مقالات مختارة

لماذا تفرغ تيلرسون لأزمة الخليج؟

1300x600
1300x600
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن إلغاء زيارة مقررة إلى المكسيك؛ للتفرغ لمعالجة الأزمة الخليجية التي تطايرت شراراتها إلى أروقة الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض مهددة بإمكانية تحولها إلى أزمة داخلية في أمريكا وحرب داخل لجان الكونغرس الأمريكي ولجان التحقيق المتعلقة بالرئيس الأمريكي وصهره كوشنر.

الأزمة لم تعد أزمة عابرة بل لها تداعيات داخلية أمريكية كبيرة خصوصا بعد الأسئلة المحرجة التي وجهها أعضاء في الكونغرس الأمريكي خلال جلسة استماع لمناقشة ميزانية وزارة الخارجية؛ والتي دفعت تيلرسون للإشارة إلى جهود الإدارة الأمريكية لمحاربة الوهابية والتعهدات والالتزامات التي قدمتها السعودية في هذا المجال؛ تساؤلات ما كان لها أن تكون محور جلسة الاستماع بدون الأزمة الخليجية التي تورطت فيها إدارة الرئيس ترامب من خلال تصريحاته المتسرعة واتفاقاته التجارية الضخمة التي عقدها في المنطقة.

فالقدرة على السيطرة على الأزمة وارتداداتها في حال طال أمدها ستكون مستحيلة وستطال العلاقات والاستقرار في الخليج العربي والتي تمس النشاطات الأمريكية لمكافحة الإرهاب والوهابية في الخليج العربي والعالم كما وصفها تيلرسون؛ والأخطر من ذلك تداعياتها وتأثيرها على الأزمة الداخلية التي تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ومدى نزاهة إدارته والتزامها بالقوانين والتشريعات الأمريكية.

الأزمة الخليجية باتت محرجة لإدارة ترامب الذي تورط في تغريدات عبر تويتر وصفت بالمنحازة لأحد أطراف الأزمة الخليجية وبدون التشاور مع طاقم إدارته؛ تغريدات دعت أعضاء إدارته للاجتماع بالرئيس وتحذيره من ذلك؛ معللة الأمر بالآثار السلبية التي تتركها تغريداته، إذ إنها تعقد عملها؛ كما أنها تدفع المنافسين للتساؤل عن سر انحياز الرئيس لأحد أطراف الأزمة وتفتح الباب واسعا لمزيد من التحقيقات حول الصفقات التجارية في منطقة الخليج؛ مسألة تفاقم من شراسة الملاحقات التي يتعرض لها ترامب وصهره جارد كوشنر.

الأزمة الخليجية باتت ضاغطة على إدارة ترامب فهي تعيق عملها على الصعيد الخارجي وتعقد ملفاتها الداخلية؛ فوزير الخارجية تيلرسون سيبذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمة من خلال الجمع بين وزراء خارجية دول الخليج؛ فإنهاء الأزمة يمثل محاولة لنزع صاعق خطير من الممكن أن تمتد آثاره التشغيلية إلى واشنطن والى لجان التحقيقات الداخلية المتعلقة بالرئيس الأمريكي ترامب.

الجهود التي يبذلها الوزير الأمريكي لوقف كرة الثلج كشفت عنها أسئلة الصحفيين للمتحدثة في وزارة الخارجية هيذر نويرت؛ فالأسئلة تمحورت حول الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لمعالجتها؛ كما تساءل الصحفيون عن إمكانية وجود اجتماعات مشتركة للوزير مع وزراء من المنطقة؛ الأمر الذي لم تؤكده المتحدثة أو تنفيه رغم إشارتها إلى انه ليس على جدول الأعمال حاليا؛ إلا أنها قالت إن الوزير اتصل بقادة دول المنطقة 12 مرة ما يعني أن الجهود التي سيبذلها ستتضاعف لاحتواء الأزمة ونزع فتيلها الذي يهدد مكانة أمريكا عالميا ويهدد ساحتها داخليا.

فالإدارة الأمريكية تعيش كابوسا جديدا بفعل الأزمة الخليجية التي باتت ارتداداتها تزدد قوة على الداخل الأمريكي؛ ما يعني أن وقفها بات مصلحة حيوية لإدارة ترامب خشية أن تؤدي إلى تفجير المزيد من الأزمات داخل الإدارة التي تعاني من موجات تحقيق طالت كل شيء يتعلق بالرئيس وأفراد أسرته وإدارته؛ وآخر ما يريده تيلرسون أن يحدث المتصارعون في الخليج اختراقات خطرة في التحقيقات المتعلقة بالإدارة الأمريكية بشكل يؤدي إلى تداعي الإدارة الأمريكية بالكامل وانهيارها؛ وانهيار سياسات ترامب وكل ما طمحت به إدارته والمحيطون به.

السبيل الأردنية
0
التعليقات (0)