ملفات وتقارير

غزة بين "نذير الغضب" وتشديد الحصار.. ماذا يحاك لها؟

نذير الغضب على حدود غزة- أ ف ب
نذير الغضب على حدود غزة- أ ف ب
يخيم على قطاع عزة ومحيطه "خليط" من الأزمات القابلة للانفجار في أي لحظة، في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية، وتشديد الحصار على القطاع، حسب ما يرى مراقبون.

ونتيجة لتزايد الأوضاع الإنسانية سوءا، في ظل حصار مشدد، يشهد القطاع مظاهرة ضمن حملة "نذير الغضب" نحو السياج الحدودي الفاصل؛ رفضا للحصار. وقد استشهد خلال التظاهرات شابان برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة.

وفي هذا الصدد، يتوقع المحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم جابر، أن تشن إسرائيل حربا ضد القطاع، في ظل الوضع العربي المتوتر، ودعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسات إسرائيل، معتبرا أن هذه الظروف تزيد "من إمكانية حرب قريبة".

ورأى جابر، في حديثه لـ"عربي21"، أن إسرائيل ستشن حربها على القطاع؛ بحجة "الحرب على الإرهاب".

ومنذ انسحابها من القطاع في 15 آب/ أغسطس 2005، بعد احتلال دام 38 عاما، شنت إسرائيل أربع حروب مدمرة على المنطقة، وذلك في أعوام 2006، و2008، و2012، و2014.

هدوء يقابله هدوء

ويرى الكاتب والباحث عماد صلاح الدين أن الأمور مرتبكة على الساحة العربية والإقليمية، معتبرا أن هذه الحالة "لا تنفع معها التحليلات المنطقية".

وقال لـ"عربي21" إن أي حرب تريد إسرائيل شنها على القطاع لن تعلن عنها، دون أن يستبعد أن تكون هذه الحرب قريبة.

وأوضح في حديث لـ"عربي21": "إسرائيل ستشن حربا ضد القطاع إن لم يكن اليوم فغدا، بهدف استنزاف المقاومة، وضرب أماكن التصنيع والأنفاق وإطلاق الصواريخ، وحتى تعرف أيضا إلى أي مدى وصلت المقاومة من التطور".

واستبعد صلاح أن يكون هدف إسرائيل من الحرب إنهاء حكم حركة حماس في القطاع، فباعتقاده أن "إسرائيل مع بقاء الانقسام، ولا مشكلة لدى الاحتلال ببقاء حماس، شرط أن تظل محاصرة محدودة الإمكانيات والقدرات، تشن ضدها حرب استنزاف بين الفينة والأخرى، ترتكب خلالها الجرائم والمجازر؛ لتمنع القطاع من النهوض، ولتشغله بترميم ما يتم تدميره".

ونوه إلى أن شعار الوضع الراهن بين الطرفين "الهدوء يقابله هدوء، إلا أنه شعار مخادع كما أثبتت السنوات"، وفق صلاح.

أجواء الحرب تظهر

بدوره، قال المحلل السياسي مصطفى صواف، المقيم في قطاع غزة، إن "التصعيد الأخير بين قطاع غزة وإسرائيل قد يؤدي لنشوب حرب جديدة على القطاع خلال الشهور القادمة".

وتابع في حديثه لـ"عربي21" بـ"أن الكثير من الأمور والأحداث التي أدت لجر إسرائيل وحماس إلى الحرب في عام 2014 عادت لتحوم في الأجواء؛ لإشعال حرب جديدة".

ونوه إلى أن "المصاعب اليومية والأوضاع الاقتصادية التي يعيشها سكان القطاع هي بمثابة قنبلة موقوتة، من شأنها أن تدفع حماس لمواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل".

حسابات الربح والخسارة

أما الكاتب والباحث جهاد حرب، فقد استبعد أي حرب بين إسرائيل وحماس. وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن كلا الطرفين لديهما حسابات الربح والخسارة من أي مواجهة قادمة.

وفي حال حدثت مواجهة جديدة، يرى حرب بأنها "ستكون مشابهة لما حدث في حرب عام 2014، بمعنى أن شعبنا هو الذي يتعرض للخسائر، بل في ظل الظروف العربية الحالية أعتقد أن الموقف سيكون أسوأ بالنسبة للفلسطينيين؛ لأن هناك اهتمام أكثر بالأزمات العربية العربية".

وشنّت إسرائيل في 7 تموز/ يوليو 2014 حربا على قطاع غزة دامت 51 يوما، وأسفرت عن مقتل 2251 فلسطينيا، وإصابة 11 ألفا آخرين، بحسب الأمم المتحدة، إلى جانب دمار كبير في القطاع.
التعليقات (0)