ملفات وتقارير

"قسد" توجه أنظارها لخطوط إمداد ثوار غرب حلب

مراقبون: فكرة مناطق تخفيف التوتر دفعت "قسد" للطمع بمزيد من التمدد والسيطرة وتوطيد النفوذ- أ ف ب
مراقبون: فكرة مناطق تخفيف التوتر دفعت "قسد" للطمع بمزيد من التمدد والسيطرة وتوطيد النفوذ- أ ف ب
رغم تقدمها أواخر عام 2015 بدعم الطيران الروسي، وسيطرتها على العديد من القرى والبلدات بريف حلب الشمالي؛ إلا أن قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) تسعى للمزيد من التوسع في الشمال القريب من حلب، على حساب فصائل الثورة التي باتت في موقف لا تحسد عليه بعد سقوط المدينة بيد الروس أواخر 2016.

وبحسب مراقبين؛ فإن فكرة مناطق تخفيف التوتر التي تم الاتفاق عليها بتحالف ثلاثي إيراني-روسي-تركي خلال الجلسة الأخيرة من محادثات العاصمة الكازاخية "أستانة" في 5 أيار/ مايو الماضي، والتي تبعها فكرة نشر قوات دولية، مع احتمالية دخول الجيش التركي لمناطق الثوار في إدلب وريف حلب؛ دفع "قسد" للطمع بمزيد من التمدد والسيطرة وتوطيد النفوذ بالمنطقة.

وقال القائد العسكري في "الجبهة الشامية" محمد منصور علبي، إن "القوات الكردية غيرت من استراتيجيتها العسكرية مؤخرا، فبدلا من شن هجمات لا نهاية لها، والتي في الغالب ستكبدها خسائر ليست بقليلة في العديد والعتاد؛ باتت ترسم لإضعاف المعارضة عن طريق قطع خطوط إمدادها، والفصل بين ريف حلب الشمالي من جهة، وبين ريف حلب الغربي ومدينة إدلب وصولا للحدود التركية من جهة أخرى".

وأضاف لـ"عربي21" أن "قسد" تقوم بذلك عبر شن هجمات متلاحقة، وتحقيق تقدمات بسيطة هي أشبه ما تكون بسياسة "القضم البطيء" التي اتبعها النظام في منطقتي الملاح وحندرات بريف حلب الشمالي إبان زحفه العام الماضي باتجاه شريان حلب-طريق الكاستيلو، "وبالتالي ستكون المعارضة في هذه الحالة منهكة بشكل دائم تقريبا، لا سيما إن رافق تقدمها دعم جوي من قبل النظام أو الروس".

وتابع: "لعل الهجوم الأخير على محور قلعة سمعان باتجاه مدينة دارة عزة؛ خير دليل على ما تضمره قوات قسد، حيث إن هذا الهجوم لم يكن للتقدم أبدا، وإنما هو بمثابة جس نبض واختبار لقدرات المعارضة في ذلك المحور، والذي يعد معبرا للمدنيين بين مناطق إدلب وريف حلب باتجاه مناطق سيطرة قسد في عفرين، ومنها لمناطق سيطرة النظام في نبل وباشكوي، وصولا إلى مدينة حلب".

وأوضح علبي أن "القوات الكردية كانت تريد فقط معرفة مدى استعداد المعارضة لأي هجمات مفاجئة، ومدى فعالية الطبيعة الجغرافية التي تشكل عاملا مهما في أساسيات أي معارك برية".
 
من جهته؛ قال الناشط الإعلامي إسماعيل الآش، إن القوات الكردية تتطلع للسيطرة على مدينة دارة عزة، بالطريقة ذاتها التي سيطرت فيها على مدن وبلدات تل رفعت ومنغ ودير جمال، مؤكدا أن "هناك سيناريو رسمته قسد بالتعاون مع النظام السوري لتحقيق مكاسب لوجستية جديدة على حساب المعارضة، بل والاتفاق على إنهاء وجودها في أرياف حلب".

وأضاف لـ"عربي21" أن "الحديث عن تدخل عسكري لأنقرة في إدلب وريف حلب؛ أثار قلق قوات قسد، فتركيا التي تعد أبرز خصومها؛ لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه وجود قسد العسكري القريب منها جدا في حال دخلت إلى إدلب وريف حلب الغربي"، موضحا أنه "بالنظر إلى الخارطة؛ نجد أن موقع تمركز الجنود الأتراك شمال إدلب، وبخاصة في بلدتي أطمة وعقربات الحدوديتين، يكاد يكون ملاصقا لمناطق سيطرة قسد في مناطق جنديرس شمال غربي عفرين، حيث تفصل عفرين عن إدلب من تلك الجهة؛ سلسلة جبلية امتلأت بأبراج المراقبة والدشم التابعة لقسد".

وتابع: "أما في ريف حلب الغربي؛ فمع كثرة الحديث عن توجه أنقرة في حال دخولها لبناء قاعدة عسكرية على قمة جبل الشيخ بركات قرب دارة عزة؛ فإن هذا يعني أن الطريق الواصل بين دارة عزة وبلدة الغزاوية التي تسيطر عليها قسد؛ سيكون مكشوفا أمام الأتراك، وهذا بحد ذاته تعده قسد خطرا كبيرا عليها".

ولفت الآش إلى أن "قسد تحضر لهجوم محتمل للسيطرة على دارة عزة عبر محورين، الأول؛ المحور المباشر من جهة قلعة سمعان والطريق الواصلة بين عفرين ودارة عزة. والثاني؛ عبر التقدم باتجاه الجنوب الشرقي انطلاقا من مواقعها في بلدات باشمرة والذوق، لتلتحم مع قوات النظام على محور الطامورة من الجهة الشمالية الغربية باتجاه جبل عندان، وفي هذه الحالة ستصبح منطقة الشيخ عقيل الجبلية الفاصلة بين الريفين الشمالي والغربي مكشوفة أمامها، وبالتالي سيسهل عليها التقدم باتجاه بلدة قبتان الجبل؛ أبرز وأكبر حصون المعارضة في ريف حلب بشكل عام، ومحاصرة دارة عزة من الجهة الشرقية أيضا".
التعليقات (0)