اقتصاد عربي

الأسعار تغتال فرحة المصريين في أول رمضان بعد "تعويم الجنيه"

القرارات الأخيرة للحكومة المصرية تسببت في اشتعال أسعار  جميع السلع والخدمات- أ ف ب
القرارات الأخيرة للحكومة المصرية تسببت في اشتعال أسعار جميع السلع والخدمات- أ ف ب
يستقبل جموع المصريين شهر رمضان المبارك بتخوفات كبيرة نتيجة الارتفاعات المتزايدة، في أسعار السلع والمواد الغذائية التي تشكل موائد المصريين خلال الشهر الكريم، خاصة وأن هذا أول رمضان بعد قرار تحرير سعر الصرف "تعويم الجنيه"، وانفلات غير مسبوق شهدته الأسعار خلال الأشهر السبعة الماضية.

وحملت وجوه المصريين تجارا ومستهلكين خلال جولة لـ "عربي21" في الأسواق المصرية، تساؤلات عدة حول اتجاهات منحنى الأسعار خلال الشهر هل ستتجه إلى الارتفاع وزيادة الأعباء والمتطلبات التي لا تتوقف طيلة الشهر وحتى موسم العيد؟ أم أنها ستنخفض نتيجة للركود الذي يتوقعه البعض بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين، خاصة بعد انخفاض قيمة الجنيه؟ 

وتسببت القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المصرية في اشتعال أسعار السلع والخدمات، حيث قفزت أسعار جميع السلع بنسب تجاوزت 200% منذ بداية العام الجاري وحتى الآن.

ووفقا لبيانات صادرة عن البنك المركزي المصري، قفزت معدلات التضخم في مصر خلال الشهر الماضي لمستويات تقترب من نحو 33 بالمائة، وهو ما رفضه وفد صندوق النقد الدولي في زيارته الأخيرة للقاهرة، واشترط على وزارة المالية والبنك المركزي المصري تحريك أسعار الفائدة، وفشلت الحكومة المصرية في إقناع إدارة الصندوق في تأجيل رفع سعر الفائدة الذي سيكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد المصري وعلى المواطن البسيط.

وقالت مصادر مصرفية مطلعة، إن ما تدعيه الحكومة المصرية بشأن دور سعر الفائدة في تفاقم معدلات التضخم هو كلام من باب "التبرير" ولا يتجاوز مجرد تصريحات ليس لها أي أساس من الصحة.

وأوضحت المصادر في تصريحات سابقة لـ "عربي21"، أن التضخم ناتج بشكل مباشر عن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري وليس بسبب ما تدعيه الحكومة المصرية من ارتفاع معدلات السيولة في السوق المصري.

اقرأ أيضارفع الفائدة يخفض الأسعار.. هكذا ضحكت الحكومة على المصريين

وقال أحد تجار المواد الغذائية بوسط القاهرة لـ"عربي21" إن مندوبي شركات منتجات الألبان الكبرى، أبلغوهم اليوم بارتفاعات جديدة في أسعار بعض المنتجات خلال شهر رمضان، وكذلك الحال بالنسبة لشركات المشروبات الغازية، وهو ما اعتبره التاجر بداية غير مطمئنة ومؤشرا لما ستكون عليه أسعار الألبان كسلعة أساسية بمشتقاتها خلال رمضان.

وأبدت، سمية خليل، ربة منزل، غضبها من ارتفاع الأسعار في الأسواق، مؤكدة أن أسعار الخضروات شهدت اليوم ارتفاعا كبيرا في بعض أصنافها مقارنة بأسعار الأيام الماضية.

وتابعت وهي تبكي: "مبقناش نحس بالفرحة بالمناسبات الحلوة زي رمضان والأعياد من غلاء الأسعار، وقلة حيلتنا، أنا بشتري نص طلبات البيت، علشان الأسعار كل يوم بتزيد، ومرتب جوزي زي ما هو ومبقاش يكفي كل احتياجاتنا".

وفي الوقت الذي واصلت فيه أسعار اللحوم ارتفاعاتها بزيادة بلغت خمسة جنيهات فما أكثر للكيلو الواحد وسط توقعات بارتفاعات جديدة في أصنافها المختلفة خلال شهر رمضان، شهدت أسعار الدواجن انخفاضا بنحو جنيهين للكيلو الواحد، لكن ظلت أسعار البيض مرتفعة.

اقرأ أيضابعد صدمة رفع سعر الفائدة.. هذه طريقة إدارة الاقتصاد المصري

وقال رئيس شعبة الدواجن بغرقة القاهرة التجارية، عبد العزيز السيد، لـ"عربي21"، إن أسعار الدواجن على الرغم من تراجعها جنيهين إلا أنها لا تزال في مستويات مرتفعة، لافتا إلى أن سعر الكيلو "تسليم المزرعة" تراجع من 30 جنيها إلى 28 جنيها.

وأكد السيد أن ضعف القوة الشرائية للمواطنين، وتراجع الطلب كان أحد الأسباب الرئيسية للتراجع الطفيف في أسعار الدواجن، موضحا أن أسعار البيض لم تتراجع ومرشحة للزيادة خلال الفترة المقبلة بسبب زيادة الطلب على البيض نظرا لاستخدامه في صنع الحلوى والمعجنات والكحك والبسكويت في رمضان وعيد الفطر.

وكشف أحد مندوبي شركات "الشيبسي"، أن الشركات اتبعت مؤخرا سياسة تقليل أحجام المنتجات وكمياتها لمواجهة ارتفاع أسعار الزيوت والخامات وتكاليف النقل وارتفاع معدلات الضرائب المفروضة عليها، مؤكدا أن تلك الشركات تحقق أرباحا طائلة في كل الأحوال لكنها تتذرع بموجة الارتفاعات التي طالت كافة السلع والمنتجات.
التعليقات (0)

خبر عاجل