سياسة عربية

كارثة جديدة تضرب مصر..غضب شعبي والسيسي يتجاهل (شاهد)

مواطنة طالبت السيسي بالانتقال إلى شعب آخر يحكمه- جيتي (أرشيفية)
مواطنة طالبت السيسي بالانتقال إلى شعب آخر يحكمه- جيتي (أرشيفية)
اعتبر عدد من الاقتصاديين المصريين قرار البنك المركزي، الأحد، برفع سعر الفائدة مجددا بنسبة 2% على الإقراض والإيداع، بمثابة "كارثة" تضرب الاقتصاد المصري في مقتل، وتؤدي إلى هروب المستثمرين، فضلا عن عدم علاجه مشكلة ارتفاع الأسعار الناتجة في الأساس من إعادة تسعير المنتجات بعد تعويم الجنيه.

لكن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي تجاهل الأمر، وقرر أن يفتتح اليوم، الثلاثاء، عددا من المشروعات بمحافظة دمياط، فيما جأر مواطنون بالشكوى، عبر وسائل إعلام محلية، من عدم قدرتهم على توفير تكاليف المعيشة، وانتحر مواطن بسبب الغلاء، وطالبت مواطنة، السيسي، بالانتقال إلى شعب آخر يحكمه.

وقال اقتصاديون وإعلاميون إن قرار رفع سعر الفائدة يأتي استجابة لشروط صندوق النقد الدولي، الذي أوصى بذلك ضمن الإجراءات المتبعة للإصلاح الاقتصادي.

وكان رئيس بعثة الصندوق لدى مصر، كريس جارفيس، شدَّد في بيان صحفي للصندوق في وقت سابق هذا الشهر، على ضرورة كبح التضخم، قائلا: "أعود وأكرر على ضرورة احتواء التضخم".

رجال أعمال غاضبون

لكن أقوى رد فعل على القرار، جاء من قِبل رجال أعمال غاضبين. وشن نجيب ساويرس، هجوماَ حادا على محافظ البنك المركزي، طارق عامر، وقال: "الرجل دا مابيرجعش في قراراته الخاطئة.. الناس مش واقفة طوابير علشان تيجي مصر وتستثمر.. رأس المال الأجنبي مش هييجي مصر بسبب رفع الفائدة، وابقى قابلني".

واستنكر ساويرس، في مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" عبر فضائية "المحور"، قرارات المحافظ، واصفا إياها بأنها تحارب الاقتصاد، ولا تنفعه، مؤكدا أن آليات محاربة التضخم كثيرة، وأن رفع سعر الفائدة بدعوى محاربة التضخم؛ غير منطقي في حجمه ووقته، وسيؤدي إلي هروب الإستثمار من مصر، بحسب وصفه.



خبراء اقتصاد: عواقبه وخيمة

ومن جهتهم، حذَّر خبراء اقتصاد من أن رفع سعر الفائدة في البنوك المصرية سيؤدي إلى حدوث زيادة كبيرة في معدل التضخم.

وقال الخبير الاقتصادي رشاد عبده، في برنامج "العاشرة مساء"، إن نسبة التضخم في أمريكا نصف في المئة أما عندنا فنسبته 33%، بسبب تعويم الجنيه، إذ نقص سعره إلى 120% مما يجعل استيراد الموارد أكثر من الصادرات، فيزيد التضخم.

ومعلقا قال الخبير الاقتصادي مصطفي عبد السلام، في صفحته عبر "فيسبوك": "لا حول، ولا قوة إلا بالله.. الناس لن تجد مياه الشرب ناهيك عن الأكل.. آخر واحد خارج يطفئ النور".

واستشهد عبد السلام بجزء من تقرير مطول نشرته وكالة رويترز الاثنين، جاء فيه: "مصيبة.. كارثة.. كلمات لا نسمعها عادة من رجال الأعمال لكنها خرجت منهم على نحو عفوي لتسلط الضوء على حالة الصدمة عقب قرار البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة".


برلمانيون: أثر سلبي

وتحفظ عدد من أعضاء "مجلس نواب ما بعد الانقلاب" إزاء القرار. وقال رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس، حسين عيسى، إن صندوق النقد اقترح رفع سعر الفائدة، بعد زيادة معدلات التضخم، مؤكدا أن القرار سيكون له أثر سلبي على الاستثمار والمشروعات بسبب عزوف المواطنين عنها لصالح الادخار والإيداع، بالإضافة إلى زيادة الدين المحلي، وأذون الخزانة التي ستكون تكلفتها أعلى.

إعلاميو السيسي يحذرون

وانضم إعلاميون موالون للسلطات إلى موجة الهجوم على القرار. وحذَّر الإعلامي أحمد موسى، من أن قرار زيادة الفائدة سيتبعه إجراءات قاسية عدة، قائلا: "انتظروا ركودا في الاقتصاد الفترة الجاية".

وأقرَّ موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، بأن صندوق النقد أوصى برفع قيمة الفائدة ضمن الإجراءات المتبعة للإصلاح الاقتصادي.

وأشار إلى أن الإجراء يهدف للحد من التضخم، لكنه يعطل، من جهة أخرى، الاستثمار، وسوف يجعل المستثمرين يحملون المواطن البسيط خسائرهم، ورفع الأسعار، مؤكدا أن القرار يضرب الاستثمار في مقتل.

وكشف أن البورصة المصرية خسرت، الاثنين، 14 مليار جنيه بسبب رفع سعر الفائدة، مؤكدا:"إحنا كده بنرجع 20 خطوة للوراء".


"شهر الجحيم على المصريين"

وغير بعيد، قال وائل الإبراشي، إن الحكومة أعلنت عن رفع أسعار الكهرباء والبنزين في شهر تموز/ يوليو المقبل، معقبا: "شهر يوليو ده شهر الجحيم على المصريين".

وتابع، في برنامج "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"، أن هناك جامع قمامة قام بالانتحار نتيجة مطالبة زوجته له بالأموال، معقبا: "بياخد 900 جنيه ما يكفهوش أسبوع، الحكومة بتدفع الشعب للانتحار".

وكان المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، العميد محي الصيرفي، أكد أنه تم التصديق على الزيادة الجديدة في سعر المياه، التي من المقرر تطبيقها في شهر تموز/ يوليو المقبل.

ردود فعل غاضبة

في المقابل أعرب عدد من المواطنين عن ردود فعل غاضبة إزاء استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وصبوا جام غضبهم على السيسي نفسه، عبر وسائل إعلامية موالية للسلطات.

وفوجئ وائل الابراشي وضيوف برنامجه "العاشرة مساء"، بفضائية "دريم" بمواطنة قالت إن اسمها ابتسام، وإنها من مؤيدي السيسي، لكنها الآن تئن من ارتفاع الأسعار.

وفي رسالة موجهة إلى السيسي، قالت: "أنت أمتَ الشعب.. دوَّر لك بقى على شعب تاني احكمه".
وتابعت: "أنت عمَّال تلم فلوس من جيوب الناس.. هو ما فيش جهة تانية تجيب منها فلوس غير جيوب الغلابة؟".

وفي سياق ردود الأفعال الشعبية أيضا، أشعل فرد أمن خاص، النار في نفسه، لمروره بضائقة مالية، وتم نقله إلى مستشفى "أبو النمرس"؛ لتلقي العلاج، من حروق متفرقة بجسده.

وبإجراء التحريات تبين أن المصاب أشعل النار بنفسه، محاولاً الانتحار بسبب مروره بضائقة مالية.



السيسي يتجاهل

وبينما تجري الأمور على هذه الوتيرة؛ فقد قابلها السيسي بالتجاهل.

وقالت الصحف المحلية الثلاثاء إن السيسي، سيفتتح اليوم، عددا من المشروعات القومية الكبرى بمحافظة دمياط، يبلغ عددها 33 مشروعا، وفي مقدمتها مدينة دمياط للأثاث، ومستشفي دمياط العسكري، برفقة رئيس الوزراء، وعدد منهم.

كما أجرى السيسي أول اتصال هاتفي بالرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، هنأه فيه بتوليه منصبه.

وتطرقت المكالمة لحل الأزمة في ليبيا، والتعاون في ما يتعلق بالتحقيقات الخاصة بحادث تحطم طائرة "إيرباص 320" التابعة للخطوط الجوية المصرية، يوم 19 أيار/ مايو 2016، في البحر المتوسط.

وفي ختام الاتصال وجه السيسي الدعوة لماكرون لزيارة مصر، وهو ما رحب به الأخير، ووعد بتلبيتها في أقرب وقت، وفق بيان صدر عن الرئاسة المصرية.
التعليقات (0)