ملفات وتقارير

ملاحقة شعبية بمصر لوزير الأوقاف وقس أساء للإسلام (شاهد)

وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة ـ ارشيفية
وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة ـ ارشيفية
تصاعدت موجة الغليان الشعبي من قرار وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، بمنع استخدام مكبرات الصوت خارج المساجد، والاكتفاء بالسماعات الداخلية، في صلوات التراويح بشهر رمضان.

يأتي ذلك في وقت شهد التقدم ببلاغين إلى النيابة العامة للتحقيق مع رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة، راعي الكنيسة المرقسية بالأزبكية، القمص "مكاري يونان"، عن اتهامه بالإساءة للإسلام، نتيجة قوله إنه انتشر بالسيف والرمح، وإن مصر مسيحية، وإن الأقباط هم أصل مصر.

الشارع يتحدى الوزير

وكانت وزارة الأوقاف قالت، في بيان صحفي، إن قصر مكبرات الصوت على الأذان وخطبة الجمعة، مع الاكتفاء بالسماعات الداخلية خلال صلاة التراويح، هو من القرارات التنظيمية، مشيرة إلى أن ما تقتضيه الضرورة من السماعات الخارجية هو حال عدم اتساع المسجد للمصلين، واضطرار بعضهم للصلاة خارجه، بحيث يكون ذلك بقدر الضرورة، ومن خلال التنسيق، والاعتماد الكتابي المسبق.

وأمس السبت، عقد الوزير اجتماعا مع مديري المديريات على مستوى الجمهورية، أدلى بعده بتصريحات أصرَّ فيها على موقفه، قائلا: "نحن نمنع تداخل الأصوات، والتشويش على المصلين"، متابعا: "أتحدى أن نكون قد اتخذنا قرارا يخالف الشرع".



غضب شعبي عارم


لكن قرار الوزير وموقفه جُوبها برفض شعبي عارم، ليس فقط من مواطنين أعربوا عن تحديهم للقرار، وإنما أيضا من قبل إعلاميين موالين للسلطات، فضلا عن أعضاء في مجلس نواب ما بعد الانقلاب.

وأقدم مزارع من مدينة تلا بمحافظة المنوفية على تحويل أرضه الزراعية إلى ساحة للصلاة خلال رمضان، متعهدا بفرشها بالسجاد، وتجهيز نحو خمسين سماعة لقراءة القرآن بصوت مرتفع في أثناء صلاة التراويح، معاندة لقرار الوزير.

ووجهت امرأة مسنة، من مؤيدات السيسي، اسمها "أم محمد"، رسالة نارية له، عبر مداخلة هاتفية مع برنامج "كلام جرايد"، بفضائية "العاصمة، طالبته فيه بمعاقبة الوزير علي هذا القرار، مؤكدة أنها والشعب ينتظرون رمضان وصلاة التراويح.

وتساءلت: "ده يرضي ربنا؟ حتى الصلاة يمنعوها؟ ليه ما منعتش الأغاني والمسلسلات والخمر؟".
وتابعت: "رمضان شهر أنزل ربنا فيه القرآن، ونستناه من السنة للسنة عشان نقرب من ربنا فيه.. بتمنع الصلاة ليه؟"، مضيفة: "حرام.. بلاش تحاربوا الدين".



وطلب إحاطة برلماني


ووصل الغليان الشعبي إلى برلمان ما بعد الانقلاب، إذ أعلن النائب رياض عبد الستار تقدمه بطلب إحاطة وبيان عاجل لرئيس الوزراء، بخصوص القرار، مؤكدا أن "تلك التلاوات من أجمل الأصوات التي تمنح القلوب الطمأنينة والخشوع"، مطالبا الوزير بالتراجع عن قراره فورا، لحفظ ماء وجهه، حسب قوله،
كما طالب النائب عمر وطني بإلغاء القرار، وذلك في مداخلة هاتفية لبرنامج "بتوقيت مصر"، على التلفزيون العربي".

وغضب إعلامي كاسح

وبلغ الغضب الإعلامي مداه بعدد من الإعلاميين. وهاجم مجدي طنطاوي الوزير قائلا: "ده أنت ربنا هيعمل فيك عمايل، أنا مستعجل يوم القيامة عشان أتفرج على واحد زيك".

وعرض، في برنامجه "كلام جرايد"، عبر فضائية "العاصمة"، تصريحات وكيلة اللجنة الدينية بمجلس النواب، النائبة المسيحية أماني عزيز، التي أكدت فيها أن إذاعة صلاة التراويح بمكبرات الصوت لا تؤذي مشاعر الأقباط على الإطلاق.

وعلق: "المسيحيون لم يشتكوا لك، ونحن نسمع أصوات أجراس الكنائس، وأحيانا أستيقظ على صوتها، ولا يمثل ذلك إزعاجا لي".



من جهته، هاجم محمد الدسوقي رشدي، الوزير في برنامج "آخر النهار"، عبر فضائية "النهار"، بالقول: "بتتشطر على ميكرفونات الجوامع في رمضان.. يعني حتى لو مزعجة، أنت وراك شغل أهم، وهو مكافحة الأفكار المتطرفة والإرهاب اللي بيجي عن طريقها".


بلاغان ضد "مكاري يونان"

وتزامن مع القضية السابقة قضية القس الذي أساء للإسلام "مكاري يونان".

وتقدم المحامي ونائب رئيس منظمة الحق لحقوق الإنسان، عمرو عبد السلام، ببلاغ للنائب العام ضد القس مكاري يونان، بصفته وشخصه رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى؛ بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وتكدير السلم العام.

وطالب، في بلاغه، بتكليف نيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق مع المشكو في حقه في الوقائع المنسوبة إليه، لاتهامه بارتكاب الجرائم المنصوص عليها بالمادة رقم 176 من قانون العقوبات؛ بتهمة التمييز ضد طائفة من طوائف المجتمع، ومن شأنه تكدير السلم العام بالبلاد.

واستند، في بلاغه إلى الفيديو المنشور ليونان عبر صفحات موقع "فيسبوك"، الذي ظهر فيه يرد على تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل بشأن الأقباط، مؤكدا أن الفيديو اشتمل على عبارات بمثابة ازدراء للدين الإسلامي، وإهانة لعموم المسلمين، وتحريضا على الفتنة الطائفية، وتكديرا للسلم العام.

كما أقام المحامي الموالي للسلطات، سمير صبري، جنحة مباشرة، تحدد لها جلسة 16 حزيران/ يونيو المقبل؛ لنظرها بمحكمة جنح الأزبكية، ضد القس مكاري، يطالب بتقديمه للمحاكمة الجنائية، بتهمة ازدراء الأديان المعاقب عليها بالمادة 98 من قانون العقوبات المصري.

وهجوم إعلامي

وبجانب التحرك القضائي، شن عدد من الإعلاميين الموالين للسلطات هجوما على القس مكاري يونان بعد تصريحاته.

وقال محمد الغيطي، في برنامج "صح اليوم"، عبر فضائية (LTC): "هل جموع المسيحيين راضون عن أبونا مكاري يونان؟ لا.. هو نفسه عليه خلاف.. فيه ناس شايفاه متطرف، ودليلي أن البابا شنودة أنقذه من أن يُشلح لما حصل خلاف بينه وبين أحد القساوسة في أسيوط اللي اتهمه اتهامات ما".



وغير بعيد، أعرب جابر القرموطي عن غضبه بسبب التصريحات التي وصفها بـ"المثيرة للفتنة"، قائلا: "ماحدش سكت للشيخ سالم عبد الجليل لما طلع منه تصريح ضد المسيحيين، يبقى ماينفعش نسكت لأي حد تاني، إحنا مش ناقصينه".


وأضاف، في برنامج "آخر النهار"، عبر فضائية "النهار"، أن الدولة يجب عليها التدخل لمحاسبة "قس الفتنة"، وفق تعبيره.
1
التعليقات (1)
مصري
الأحد، 21-05-2017 08:51 ص
هل كل هذا يصب في مصلحة السيسي اللعين و يبعد و يصرف عنه و عن قذاراته الأبصار بغرض إلهاء الشعب المغيب ؟؟؟