ملفات وتقارير

عاصمة السيسي في الصحراء .. هل تحميه من تغيير النظام؟

السيسي يرغب في أي مشروع ناجح ليسوقه لنفسه- أ ف ب
السيسي يرغب في أي مشروع ناجح ليسوقه لنفسه- أ ف ب
يأمل قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في بناء العاصمة الإدارية الجديدة بأي ثمن، ونقل مؤسسات الحكم إليها بنهاية 2018، وهو ما صرح به، الثلاثاء، خلال حواره لرؤساء تحرير الصحف القومية.

وفسر بعض المراقبين والمحللين السياسيين رغبة السيسي في إنجاز المشروع، المثير للجدل، بأنه يأتي في سياق رغبته في بناء مدينة في الصحراء لحمايته هو ونظامه من الانقلاب، أو ثورة شعبية تسعى للإطاحة به، وأن المشروع لا يخرج عن كونه مجرد "فنكوش" كالمليون ونصف فدان زراعي، وتفريعة قناة السويس، وغيرهما.

وأعلنت سلطات الانقلاب، في آذار/ مارس 2015، عن إنشاء عاصمة إدارية جديدة، على بعد 45 كيلو مترا من وسط القاهرة، بكلفة 300 مليار دولار على ثلاث مراحل، وتقدر استثمارات المرحلة الأولى بنحو 45 مليار دولار، وتعادل مساحتها حسب مخطط المشروع مساحة دولة سنغافورة، كما تبلغ قرابه أربعة أضعاف العاصمة الأمريكية واشنطن.

إلا أن بناء عاصمة على مساحة تتجاوز 168 ألف فدان واجهته الكثير من العقبات؛ بسبب نقص التمويل اللازم، بعد أن انسحبت منه الشركات والمستثمرون، الواحد تلو الآخر، كانت البداية بانسحاب قطب العقارات الإماراتي محمد العبار، ثم عملاق المقاولات الصيني شركة csces الصينية، ما نتج عنه إلغاء جميع الاتفاقيات، وتأسيس شركة حكومية لإدارة المشروع.

حماية السيسي ونظامه

وعلق المراقب السياسي المقيم بواشنطن أحمد غانم: "لا أحد يعلم على وجه اليقين كيف يفكر السيسي، ولكن أعتقد أنه كرجل عسكري يضع الاعتبارات الأمنية في المقام الأول".

وأضاف، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "نقل الوزارات الهامة لمكان تم تخطيطه وبناؤه في منطقة شبه معزولة عن مناطق الحراك السياسي، والمظاهرات المعتادة، هو بمثابة تأمين استراتيجي طويل المدى لنظامه، بالإضافة إلى المكاسب التي تجنيها مؤسسات الجيش من هذه المشروعات".

من القاهرة إلى يانغون

من جهته، قال المحلل السياسي، سيد أمين ، لـ"عربي21": "منذ اللحظة الأولى كان الهدف من العاصمة الإدارية الجديدة هو حماية النخبة الإمبريالية الجديدة التي تحكم مصر، وتسهيل عملية تأمين هذا المكان بشكل جيد، بحيث يصعب سقوطه إذا حدثت ثورة شعبية كبرى"، مضيفا أن "موقعها القريب من البحر الأحمر يجعل عملية الفرار سهلة إذا ما جد في الأمر ما ليس في الحسبان".

وأوضح أن "العاصمة الإدارية تأتي على غرار عاصمة ميانمار (بورما) الجديدة نايبيداو بدلا من يانغون، التي بناها الجيش تحت إشراف الحكومة العسكرية، في عام 2005، بناء على نصيحة أحد المنجمين لحمايتها من أي هجوم عسكري أو انقلاب، وهي بمثابة تأمين نهائي ضد تغيير النظام".

سفاهة وتبديد

بدورها، قالت المنسقة العامة للتحالف الثوري لنساء مصر، منال خضر، لـ"عربي21": إن "السيسي يخاف من كل ما هو حي في قلب القاهرة، ويحاول أن يبني قلاعا تستطيع حمايته، والتحكم في مداخلها ومخارجها، وتكون في قبضة الجيش؛ فهو يخاف من ثورة الشباب، ومن ثورة النساء، ومن ثورة الرجال، ومن ثورة الفقراء".

واستهجنت سياسة السيسي الاقتصادية، قائلة إن "السيسي يستهلك أموال الفقراء في بناء مشروعات عملاقه تستهلك كل اقتصاد البلد؛ ليصنع لنفسه أمجادا وهمية، وتسويق نفسه للشعب من جديد؛ من خلال حملة إعلامية مضللة، وإشغال الفقير المحتاج بما لا يهمه، وإيهامه بأن ما يحدث هو بناء المستقبل لأبنائه وأحفاده".

فنكوش ليس إلا


بدوره، قال الكاتب الصحفي، عامر شماخ، لـ"عربي21" إن "السيسي لن يبني شيئا، والمشروع يأتي ضمن مشاريع (الفناكيش)؛ لكي يقال بنى عاصمة، وشيد مدينة عصرية".

ودلل على حديثه بأنه "تأكد منذ فترة أن العمل توقف بها، بعد انسحاب الشركات الإماراتية والصينية، وليس هناك جديد بشأنها إلا ادعاء أن فندق الماسة الذي شب فيه الحريق، الاثنين، وقع في حدود هذه المدينة، وهذا في رأيي مغالطة".
 
وذهب إلى القول إن "هناك آلافا من أماكن الاختباء للسيسي ولمن حوله. لكن الغرض كما قلت هو (فنكوش) ضمن الفناكيش"، مشيرا إلى أن "أي نظام سياسي جديد يحاول أن يقدم إنجازات، وهؤلاء ليس لديهم ما يقدمون من إنجازات، وقد دأبوا على الاستخفاف بالشعب، ولديهم الإعلام الساحر الذي يستغفل البسطاء، أين شبكة الطرق التي وعدوا بها؟ وأين مشروعات المؤتمر الاقتصادي الشهير؟ وأين، وأين؟!".
0
التعليقات (0)