فتاة أردنية غزّية فلسطينية، أو بالأحرى "أردسطينية متعددة الجنسية"، بجواز سفر بلا رقم وطني، لكن عندي هوية.. أعيش في عمّان، ويقولون لي فلسطينية، وعند حديثي عن غزة يقولون: "أنت لست غزّية! أصلك من نعليه" وغيرهم يقولون "من المجدل" وغيرهم يشرحون ويفسرون كيف كنا ونزحنا، وأين استقرّت عائلاتنا.
اختلاف العادات والتقاليد وطريقة التعاطي مع الفكرة في الشرق والفهم للدين، جعلت عددا لا بأس به يرفض مسابقة ملكة جمال العالم الإسلامي، ويصفها بالمسيئة للإسلام.
تقول لي صديقتي: تمر بنا أوقات أنا وزوجي، نجلس سويا.. نشاهد التلفاز ولا نتكلم بأي شيء. وقد يستمر هذا الحال شهرا. فلا موضوع يفتح، ولا أمر يطرح.. أنا سئمت، وأشعر أن الحياة مملة جدا.
أمس ركبت مع سائق تاكسي في العاصمة الأردنية عمّان، وعلى غير عادة الشعب الأردني كان بشوشا، مبتسما.. بعد دقائق من ركوبي معه أمسك هاتفه واتصل على زوجته وقال لها: "شلونك يا الطَيّبة؟ أخبارك؟ صايمه اليوم؟.. الله يقويكِ، شو فطورك اليوم؟.. يلا صحتين، صحتين..
عند رؤيتي لدعوة لمحاضرة للباحث والمحلل السياسي محمد أبو رمان عن داعش، لم أتردد للحظة في قبولها، وحدّثت نفسي أنها ستكون غاية في الأهمية لأنها قد تكشف الكثير من الأسرار والخبايا لهذا التنظيم الدموي المستبد، الظالم لغيره وأهله.
منذ سبعة أيام وأنا أبحث عن كلمات تعبر عن حالة تعتريني عندما أقرأ وأشاهد ما يحدث للمواطن السوري عند بحثه عن عمل في غير وطنه! أحدث نفسي عندها، بأننا أحيانا نكون بحاجة إلى نسيان ما يحدث؛ حتى نستطيع احتمال العيش في هذه الحياة الصعبة. إذ علينا أن نخترق المعاناة، بمزيد من المغامرة ضد المعاناة نفسها!