تستخدم الولايات المتحدة مصطلح "الدولة الراعية للإرهاب"، ضد الكيانات السياسية المعارضة للتوجهات الأمريكية، كما أن هوية الإرهابي ترتبط باستراتيجيات التسمية وليس بطبيعة الفعل؛ ضمن سياق خطابي تحدده المصالح القومية..
تصنيف بريطانيا لحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية "حماس" منظمة إرهابية يقع في سياق ديمومة المنظورات الإمبريالية الغربية التي ترعى الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين. إذ لا تعدو "إسرائيل" عن كونها حارسا للإمبريالية في منطقة الشرق الأوسط
هذه الاتجاهات تجعل مهمة فهم الحكم الديكتاتوري الذي تدعمه واشنطن ذي أهمية كبرى، وعلى النقيض من ادعاءات الانقلابيين من الطغاة بإنقاذ البلاد وتصحيح المسار، تكشف الوقائع التاريخية افتقار الطغاة لاستراتيجية واضحة
بات واضحاً أن الولايات المتحدة تهدف إلى نشر الفوضى في أفغانستان لاستغلالها ضد خصومها في آسيا، وفي مقدمتهم الصين وروسيا، بل اعتبرت إدارة بايدن أن الصين هي التحدي الجيوسياسي الأكبر في القرن الحادي والعشرين على حساب مكافحة الإرهاب..
في الوقت الذي ساهمت روسيا بقوة لإعادة سوريا إلى حظيرة الجامعة العربية، وشجعت بطرق عدة فتح حوار وعقد مفاوضات مع إسرائيل، فإن إيران تنظر إلى كل محاولات السلطوية العربية لتأهيل الأسد طريقاً نحو التطبيع مع إسرائيل، وصفقة لإبعاد الأسد عن إيران
سياسات الرئيس الأمريكي بايدن كارثية في الشرق الأوسط، وتنتمي إلى تقاليد أمريكية راسخة من دعم الاستبداد العربي ورعاية المستعمرة الإسرائيلية، ولا تعدو الالتزامات بنشر الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان وإنهاء الحروب عن كونها دعاية رخيصة.
أثارت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان أسوأ الكوابيس لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، وبات السؤال حول ولادة موجة جهادية جديدة يشغل خبراء الإرهاب، وذلك خشية عودة أفغانستان ملاذاً آمناً وبيئة خصبة للجيل الجديد من الجهاديين من تنظيمي قاعدة الجهاد والدولة..
إن عودة نظام الإمارة الإسلامية التي عاد علمها ليرفرف فوق القصر الرئاسي هو هزيمة سياسية وإيديولوجية كبرى للإمبراطورية الأمريكية، التي صُدمت بالطريقة التي سيطرت من خلالها حركة طالبان على البلاد بأقل من عشرة أيام..
في حالة حزب النهضة أصبح الدفاع عن وجوده كتنظيم هدفاً أسمى، وقد خضع لما أطلق عليه ميشيلز "القانون الحديدي للأوليغارشية"، حيث تهيمن قلة على توجهات الحزب وقراراته. إذ تظهر نزعة هيمنة القلة لدى التنظيمات التي تبرز من خلال قضية عادلة من خلال التوجه نحو الدفاع عن ذاتها ووجودها، ويصبح التنظيم هو الهدف..
الولايات المتحدة بدأت إعادة النظر في مسألة حرب الإرهاب، والعودة إلى الجيوسياسة المرتكزة إلى التنافس العالمي مع دول أمثال الصين، والانسحاب من حرب الإرهاب لإعادة التوازن الاستراتيجيي نحو آسيا المحيط الهادي، التي بدأت مع الرئيس أوباما وتواصلت مع ترامب وتترسخ مع بايدن..
لا يبدو أن حروب أمريكا الأبدية ستنتهي، بل ستأخذ منحى جديداً. فقضية السياسة الخارجية التي تتمتع باتفاق الحزبين الديمقراطي والجمهوري وأكد عليها الرئيس السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن؛ هي الحاجة إلى إنهاء تورّط الولايات المتحدة في "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط..
لم يعجز جيش سلطة أوسلو عن تحقيق الحماية للشعب الفلسطيني من اعتداءات الجيش الإسرائيلي المتواصلة فحسب، بل أصبح أيضا يشارك في قمع الشعب الفلسطيني والتآمر عليه وقتله..
الحلول الجديدة التي تقدمها الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما العرب تحاول إعادة إنتاج الحلول القديمة، التي تستند إلى هرطقات حل الدولتين، والذي يقوم على ضمان وجود دولة إسرائيل بسماتها العنصرية اليهودية ونظام فصل عنصري، إلى جانب إقامة دولة فلسطينية وهمية..
المواجهة الأخيرة سوف تبدل إلى الأبد منظورات الأمن القومي الإسرائيلي، إذ لم تعد عقيدة مكافحة التمرد الاستعمارية فعالة، وفشلت في جوانبها المادية والرمزية..