إذا كان السيسي هو الطبعة الأكثر رداءة من الحكام العسكريين، فإنه مع هذا لا يتسم بواحدة من الصفات التي تميزهم عن غيرهم، وهي الحماس لخوض المعارك والتهور في الاندفاع إليها، والهروب من الفشل إلى المعارك الحربية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وحيث يستوجب وطنياً الالتفاف حول القائد
ربما فوجئ كثيرون بما قاله مندوب إسرائيل الدائم في مجلس الأمن، من أن إيران خالفت القرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، وأكد على إرسالها أسلحة إلى خليفة حفتر. كما تبين أن من ضمن مليشيات الجنرال الليبي، مليشيات شيعية
الأزمة في الإحساس الذي يتملك السيسي بأنه أعلم أهل زمانه، وأنه فلتة جيله، ومفكر عصره، وأذكى إخوته، وأنه القائد الملهم، والنبي الذي هو من أولي العزم من الرسل
لا ذكر لإسرائيل الدولة أو الجيش عند احتفال السيسي، فيبدو كما لو كان انتصارا على النفس الأمّارة بالسوء، ولولا أن الحاكم العسكري يعتمد هذا النصر للتأكيد على أحقية الجيش في الحكم، بعد اختزاله في شخصه هو، لما كلف خاطره لكتابة منشور مليء بالأخطاء الإملائية كما حدث يوم العاشر من رمضان هذا العام!
بوقوع الانقلاب العسكري، تغير الموقف، وصار أردوغان موضوعاً للهجوم عليه في وسائل الإعلام بهدف ضرب تجربته في وجدان الناس، لأنها تمثل دليلا على فشل النظام العسكري الفاشل في مصر!
ها هم الآن، والهزائم تلحق بزعيمهم المفدى، في مأتم كبير، وفي حالة "ولولة"، فقد كذبوا حتى صدقوا أنفسهم، فاعتبروا أن خليفة حفتر هو امتداد لزعيم القومية العربية، وأن ميلشياته هي الجيش الليبي
الملاحظة الأكثر أهمية والتي لم ينتبه لها أحد، أن العمال قد عادوا لمواقع العمل، وهو تصرف يفتقد للحكمة ويذكرنا بالتهاون في التعامل مع الوباء في البداية وهو ما نتج عنه انتشاره
مع هذا التضييق الشامل، يصبح واجب الوقت هو تأسيس منصات عربية لا تقيد حريتنا ولا تكمم أفواهنا، ولا تجعلنا مدمنين عند تاجر جشع للهيروين يفرض علينا سياساته!