وهكذا يتصدّرُ اللّحن الضّارب على أوتار الرّغبات النفسيّة العميقة؛ فتنقادُ عقولٌ ونفوسٌ شتّى للفكرةِ الثَّأريّة، وليسَ لها من مرجعٍ مقرِّرٍ ولا مستقطبٍ مؤثّرٍ إلا الصّوتَ الشجيّ
محو وتدمير الآثار النبويّة من أقبح المنكرات التي تستهدف هويّة مكّة المكرّمة وتاريخ الأمّة كلّها، وهو اعتداء على ميراث النبوّة والصّحابة؛ فأينَ هم الآمرون بالمعروف والنّاهون عن هذا المنكر؟!
سأستغربُ بشدّة من استغرابِ البعض واستهجانِهم افتتاح الدّيسكو الحلال في سعودية ابن سلمان؛ وسأستغرب بشدة سؤالهم الذي ينمّ عن التفاجؤ: "معقووول؛ معقول أن يصلَ الأمر إلى هذا الحدّ؟!!"
يحقّ لجميع من قرأوا واستمعوا له أن يتساءلوا: أليس اعتذار القرني عن هذه السرقات الصريحة في المجالات المختلفة العلميّة والدّعويّة والأدبيّة؛ مما ينبغي أن تفرضه المراجعات الذّاتيّة على عائض القرني؟!
الفتوى كانت مفاجئة وبالغة الأهميّة من أوجه عدّة، منها: تعليلُ الحكم، وزاوية التّناول التي لم يتحدّث عنها أحد في هذا العصر قبلَ الشّيخ الغرياني فيما أعلم، وكذلك صدورها عن شخصيّة علميّة راسخة وقامة سامقة في العلم الشرعي
يصرُّ هذا التيّار على تسمية نفسه بـ"سلفيّة المدينة"، بينما يسمّيه غيرهم "الجاميّة"، نسبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي، كما يسمّونه "المدخليّة" أو "المداخلة"، نسبة إلى الشّيخ ربيع بن هادي المدخلي
ومن يومها لم تعد سوريا تشبه نفسَها، ولم يعد أبناؤها الذين يشبهونَها قادرين على التقدّم للتعبير عنها، بل حلّ محلّ ذلك من يشبهون "العصابة"، على حدّ تعبير أبو ريشة
كم هي الإنجازاتُ التي تعطّلت؟ وكم هي المشاريعُ التي توقّفت؟ وكم هي الاختلافاتُ التي تنامَت وتعاظَمت بين الكيانات والجماعات والتّنظيمات والتيارات القائمة حول من يسجّل باسمه الإنجاز؟!
عددٌ من العلماء الكرام عابوا على الفيلم أنّه صوّر المشكلة ولم يطرح لها الحلول، فهو طرح تحوّل عددٍ من أبناء الحواضن الإسلاميّة الإلحاد والدّعشنة دون أن يبيّن العلاج
إنَّ أهمَّ ما يجمع هذين النّموذجين اللذين يعبران عن شريحة واسعةٍ في كلا الطّرفين هو الاتّفاق على تسفيه المخالف والانتقاص منه، ومعاداة الفكرة التي لا تتوافق معهم ومحاربتها، واتّخاذ الإسفاف الأخلاقي منهجا في التّعبير عن ذلك