في حلب السورية يشهد العالم توحشاً بشرياً ضد الأطفال والمدنيين العزل، وتحدياً روسياً للعالم أجمع بهدف إيصال رسالة للجميع أنها عادت إلى مصافي القرار العالمي حتى لو كلفها ذلك الغوص في بحر الدماء السوري، وتدمير سوريا عن بكرة أبيها، ففي هذا العالم لا يوجد رقيب ولا عتيد يوجه لها حتى اللوم على ما اقترفته
سيعود المهجرون إلى ديارهم طال الزمان أو قصر، ولن يبقى بشار الأسد ونظامه القاتل في سدة حكم سوريا، فهذه الأفعال تؤكد مجدداً حتمية رحيل هذا الطاغية المتمترس في حي المهاجرين والذي لا يستطيع مغادرته إلى أي مكان آخر داخل دمشق إلا بحماية إيرانية وروسية
استوقفني تعليق أحد الأصدقاء على مجموعة صور نشرها على صفحته الشخصية "فيس بوك" عن ضحايا حلب، قائلاً إن "هذه الصور ليست فيلماً سينمائيا أو تماثيل، أو رسوما مشهورة في معرض عالمي تصدر الأخبار الأولى في ترتيب الأهمية..
قد نسمع صواريخ كلامية من ساسة البيت الأبيض تجاه سوريا؛ بهدف تخدير الرأي العام، ولكن هذه التصريحات لن تكون مصحوبة بأفعال تخفف من الآلام وتضمد نزيف الجرح السوري، فمصالح الدول وأطماعها لن تكون يوما مبنية على مصير الشعوب.
كنا نشاهد المقابر الجماعية بعد حدوث فعل القتل والجريمة، لكن في سوريا يشاهد العالم على مرأى العيون مدنا تحتضر جوعا ويتحول سكانها إلى هياكل عظمية قبل مفارقة الروح
ألقت أحداث باريس، ليلة الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، ظلالها المؤلمة على المشهد الدولي، خاطفة الأنظار عن أهم المؤتمرات الهادفة إلى إيجاد حل للقضية السورية التي دخلت عامها الخامس. وربما إن صح التعبير لتغير دفة القرارات الصادرة عنه بما يخدم مؤسس الإرهاب في الشرق الأوسط بالدرجة الأولى.
لنتمكن من حفظ آثار سورية وتاريخها يجب أن تطبق تجربة بصرى الشام على بقية المدن السورية، تسجل كل مقتنيات المدينة بقوائم، ويقوم أهلها أنفسهم بتعيين أشخاص يحافظون ويدافعون عنها ضد أي خطر يتهددها.